٦٤ - ﴿ إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه ﴾ هذا بيان لما أمرهم بأن يطيعوه فيه ﴿ هذا صراط مستقيم ﴾ أي عبادة الله وحده والعمل بشرائعه
٦٥ - ﴿ فاختلف الأحزاب من بينهم ﴾ قال مجاهد والسدي : الأحزاب هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى وقال الكلبي ومقاتل : هم فرق النصارى اختلفوا في أمر عيسى قال قتادة : ومعنى من بينهم : أنهم اختلفوافيما بينهم وقيل اختلفوا من بين من بعث إليهم من اليهود والنصارى والأحزاب هي الفرق المتحزبة ﴿ فويل للذين ظلموا ﴾ من هؤلاء المتخلفين وهم الذين أشركوا بالله ولم يعملوا بشرائعه ﴿ من عذاب يوم أليم ﴾ أي أليم عذابه وهو يوم القيامة
٦٦ - ﴿ هل ينظرون إلا الساعة ﴾ أي هل يرتقب هؤلاء الأحزاب وينتظرون إلا الساعة ﴿ أن تأتيهم بغتة ﴾ أي فجأة ﴿ وهم لا يشعرون ﴾ أي لا يفطنون بذلك وقيل المراد بالأحزاب الذين تحزبوا على النبي صلى الله عليه و سلم وكذبوه وهم المرادون بقوله :﴿ هل ينظرون إلا الساعة ﴾ والأول أولى
٦٧ - ﴿ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو ﴾ أي الأخلاء في الدنيا المتحابون فيها يوم تأتيهم الساعة بعضهم لبعض عدو : أي يعادي بعضهم بعضا لأنها قد انتقطعت بينهم العلائق واشتغل كل واحد منهم بنفسه ووجدوا تلك الأمور التي كانوا فيها أخلاءأسبابا للعذاب فصاروا أعداء ثم استثنى المتقين فقال :﴿ إلا المتقين ﴾ فإنهم أخلاء في الدنيا والآخرة لأنهم وجدوا تلك الخلة التي كانت بينهم من أسباب الخير والثواب فبقيت خلتهم على حالها
٦٨ - ﴿ يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ﴾ أي يقال لهؤلاء المتقين المتحابين في الله بهذه المقالة فيذهب عند ذلك خوفهم ويرتفع حزنهم
٦٩ - ﴿ الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ﴾ الموصول يجوز أن يكون نعتا لعبادي أو بدلا منه أو عطف بيان له أو مقطوعا عنه في محل نصب على المدح أو في محل رفع بالابتداء وخبره ﴿ ادخلوا الجنة ﴾ على تقدير : يقال لهم ادخلوا الجنة والأول أولى وبه قال الزجاج قال مقاتل : إذا وقع الخوف يوم القيامة نادى مناد يا عبادي لا خوف عليكم فإذا سمعوا النداء رفع الخلائق رؤوسهم فيقال : الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين فينكس أهل الأوثان رؤوسهم غير المسلمين قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو ﴿ يا عبادي ﴾ بإثبات الياء ساكنة وصلا ووقفا وقرأ أبو بكر وزر بن حبيش بإثباتها وفتحها في الحالين وقرأ الباقون بحذفها في الحالين
٧٠ - ﴿ ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم ﴾ المراد بالأزواج نساؤهم المؤمنات وقيل قرناؤهم من المؤمنين وقيل زوجاتهم من الحور العين ﴿ تحبرون ﴾ تكرمون وقيل تنعمون وقيل تفرحون وقيل تسرون وقيل تعجبون وقيل تلذذون بالسماع والأولى تفسير ذلك بالفرح والسرور الناشئين عن الكرامة والنعمة


الصفحة التالية
Icon