٣٠ - ﴿ ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين ﴾ أي خلصناهم بإهلاك عدوهم مما كانوا فيه من الاستعباد وقتل الأبناء واستحياء النساء وتكليفهم للأعمال الشاقة
وقوله : ٣١ - ﴿ من فرعون ﴾ بدل من العذاب إما على حذف مضاف : أي من عذاب فرعون وإما على المبالغة كأنه نفس العذاب فأبدل منه أو على أنه حال من العذاب تقديره صادرا من فرعون وقرأ ابن عباس من فرعون بفتح الميم على الاستفهام التحقيري كما يقال لمن افتخر بحسبه أو نسبه : من أنت ثم بين سبحانه حاله فقال :﴿ إنه كان عاليا من المسرفين ﴾ أي عاليا في التكبر والتجبر من المسرفين في الكفر بالله وارتكاب معاصيه كما في قوله ﴿ إن فرعون علا في الأرض ﴾
ولما بين سبحانه كيفية دفعه للضر عن بني إسرائيل بين ما أكرمهم به فقال : ٣٢ - ﴿ ولقد اخترناهم على علم على العالمين ﴾ أي اختارهم الله على عالمي زمانهم على علم منه باستحقاقهم لذلك وليس المراد أنه اختارهم على جميع العالمين بدليل قوله في هذه الأمة ﴿ كنتم خير أمة أخرجت للناس ﴾ وقيل على كل العالمين لكثرة الأنبياء فيهم ومحل على علم النصب على الحال من فاعل اخترناهم : أي حال كون اختيارنا لهم على علم منا وعلى العالمين متعلق باخترناهم


الصفحة التالية
Icon