٢٠ - ﴿ ونفخ في الصور ﴾ عبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه وهذه هي النفخة الآخرة للبعث ﴿ ذلك يوم الوعيد ﴾ أي ذلك الوقت الذي يكون فيه النفخ في الصور يوم الوعيد الذي أوعد الله به الكفار قال مقاتل : يعني بالوعيد العذاب في الآخرة وخصص الوعيد مع كون اليوم هو يوم الوعد والوعيد جميعا لتهويله
٢١ - ﴿ وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ﴾ أي جاءت كل نفس من النفوس معها من يسوقها ومن يشهد لها أو عليها
واختلف في السائق والشهيد فقال الضحاك : السائق من الملائكة والشهيد من أنفسهم : يعني الأيدي والأرجل وقال الحسن وقتادة : سائق يسوقها وشاهد يشهد عليها بعملها وقال ابن مسلم : السائق قرينها من الشياطين سمي سائقا لأنه يتبعها وإن لم يحثها وقال مجاهد : السائق والشهيد ملكان وقيل السائق الملك والشهيد العمل وقيل السائق كاتب السيئات والشهيد كاتب الحسناب ومحل الجملة النصب على الحال
٢٢ - ﴿ لقد كنت في غفلة من هذا ﴾ أي يقال له : لقد كنت في غفلة من هذا أي يقال له : لقد كنت في غفلة من هذا والجملة في محل نصب على الحال من نفس أو مستأنفة كأنه قيل ما يقال له قال الضحاك : المراد بهذا المشركون لأنهم كانوا في غفلة من عواقب أمورهم وقال ابن زيد : الخطاب للنبي صلى الله عليه و سلم : أي لقد كنت يا محمد في غفلة من الرسالة وقال أكثر المفسرين : المراد به جميع الخلق برهم وفاجرهم واختار هذا ابن جرير قرأ الجمهور بفتح التاء من ﴿ كنت ﴾ وفتح الكاف في ﴿ غطاءك ﴾ و ﴿ بصرك ﴾ حملا على ما في لفظ كل من التذكير وقرأ الجحدري وطلحة بن مصرف بالكسر في الجميع على أن المراد النفس ﴿ فكشفنا عنك غطاءك ﴾ الذي كان في الدنيا : يعني رفعنا الحجاب الذي كان بينك وبين أمور الآخرة ورفعنا ما كنت فيه من الغفلة عن ذلك ﴿ فبصرك اليوم حديد ﴾ أي نافذ تبصر به ما كان يخفى عليك من الدنيا قال السدي : المراد بالغطاء أنه كان في بطن أمه فودل وقيل إنه كان في القبر فنشر والأول أولى والبصر قيل هو بصر القلب وقيل بصر العين وقال مجاهد : بصرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك وبه قال الضحاك