٢٢ - ﴿ وخلق الله السموات والأرض بالحق ﴾ أي بالحق المقتضي للعدل بين العباد ومحل بالحق النصب على الحال من الفاعل أو من المفعول أو الباء للسببية وقوله :﴿ ولتجزى كل نفس بما كسبت ﴾ يجوز أن يكون على الحق لأن كلا منهما سبب فعطف السبب على السبب ويجوز أن يكون معطوفا على محذوف والتقدير : خلق الله السموات والأرض ليدل بهما على قدرته ولتجزى ويجوز أن تكون اللام للصيرورة ﴿ وهم لا يظلمون ﴾ أي النفوس المدلول عليها بكل نفس لا يظلمون بنقص ثواب أو زيادة عقاب ثم عجب سبحانه من حال الكفار
٢٣ - فقال :﴿ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ﴾ قال الحسن وقتادة : ذلك الكافر اتخذ دينه ما يهواه فلا يهوى شيئا إلا ركبه وقال عكرمة : يعبد ما يهواه أو يستحسنه فإذا استحسن شيئا وهواه اتخذه إلاها قال سعيد بن جبير : كان أحدهم يعبد الحجر فإذا رأى ما هو أحسن منه رمى به وعبد الآخر ﴿ وأضله الله على علم ﴾ أي على علم قد علمه وقيل المعنى : أضله عن الثواب على علم منه بأنه لا يستحقه وقال مقاتل : على علم منه أنه ضال لأنه يعلم أن الصنم لا ينفع ولا يضر قال الزجاج : على سوء في علمه أنه ضال قبل أن يخلقه ومحل على علم النصب على الحال من الفاعل أو المفعول ﴿ وختم على سمعه وقلبه ﴾ أي طبع على سمعه حتى لا يسمع الوعظ وطبع على قلبه حتى لا يفقه الهدى ﴿ وجعل على بصره غشاوة ﴾ أي غطاء حتى لا يبصر الرشد قرأ الجمهور ﴿ غشاوة ﴾ بالألف مع كسر الغين وقرأ حمزة والكسائي ﴿ غشاوة ﴾ بغير ألف مع فتح الغين ومنه قول الشاعر :

( لئن كنت ألبستني غشوة لقد كنت أصغيتك الود حينا )
وقرأ ابن مسعود والأعمش كقراءة الجمهور مع فتح الغين وهي لغة ربيعة وقرأ الحسن وعكرمة بعضهما وهي لغة عكل ﴿ فمن يهديه من بعد الله ﴾ أي من بعد إضلال الله له ﴿ أفلا تذكرون ﴾ تذكر اعتبار حتى تعلموا حقيقة الحال


الصفحة التالية
Icon