٣٦ - ﴿ أم خلقوا السموات والأرض ﴾ وهم لا يدعون ذلك فلزمتهم الحجة ولهذا أضرب عن هذا وقال ﴿ بل لا يوقنون ﴾ أي ليسوا على يقين من الأمر بل يخبطون في ظلمات الشك في وعد الله ووعيده
٣٧ - ﴿ أم عندهم خزائن ربك ﴾ أي خزائن أرزاق العباد وقيل : مفاتيح الرحمة قال مقاتل : يقول : أبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاءوا ؟ وكذا قال عكرمة : وقال الكلبي : خزائن المطر والرزق ﴿ أم هم المصيطرون ﴾ أي المسلطون الجبارون قال في الصحاح : المسيطر المسلط على الشيء ليشرف عليه ويتعهد أحواله ويكتب عمله وأصله من السطر لأن الكتاب يسطر وقال أبو عبيدة : سطرت علي : اتخذتني خولا لك قرأ الجمهور ﴿ المصيطرون ﴾ بالصاد الخالصة وقرأ ابن محيصن وحميد ومجاهد وقنبل وهشام بالسين الخالصة ورويت هذه القراءة عن حفص وقرأ خلاد بصاد مشمة زايا
٣٨ - ﴿ أم لهم سلم يستمعون فيه ﴾ أي بل أيقولون إن لهم سلما منصوبا إلى السماء يصعدون به ويستمعون فيه كلام الملائكة وما يوحي إليهم ويصلون به إلى علم الغيب كما يصل إليه محمد صلى الله عليه و سلم بطريق الوحي وقوله فيه صفة لسلم وهي للظرفية على بابها وقيل هي بمعنى على : أي يستمعون عليه كقوله :﴿ ولأصلبنكم في جذوع النخل ﴾ قاله الأخفش وقال أبو عبيدة : يستمعون به وقال الزجاج : المعنى : أنهم كجبريل الذي يأتي النبي صلى الله عليه و سلم بالوحي وقيل هي في محل نصب على الحال : أي صاعدين فيه ﴿ فليأت مستمعهم ﴾ إن ادعى ذلك ﴿ بسلطان مبين ﴾ أي بحجة واضحة ظاهرة
٣٩ - ﴿ أم له البنات ولكم البنون ﴾ أي بل أتقولون لله البنات ولكم النون سفه سبحانه أحلامهم وضلل عقولهم ووبخهم : أي أيضيفون إلى الله البنات وهي أضعف الصنفين ويجعلون لأنفسهم البنين وهم أعلاهما وفيه إشعار بأن من كان هذا رأيه فهو بمحل سافل في الفهم والعقل فلا يستبعد منه إنكار البعث وجحد التوحيد
ثم رجع سبحانه إلى هطاب رسوله صلى الله عليه سلم فقال : ٤٠ - ﴿ أم تسألهم أجرا ﴾ أي بل أتسألهم أجرا يدفعونه إليك على تبليغ الرسالة ﴿ فهم من مغرم مثقلون ﴾ أي من التزام غرامة تطلبها منهم مثقلون : أي مجهودون بحملهم ذلك المغرم الثقيل قال قتادة : يقول : هل سألت هؤلاء القوم أجرا فجهدهم فلا يستطيعون الإسلام
٤١ - ﴿ أم عندهم الغيب فهم يكتبون ﴾ أي بل أيدعون أن عندهم علم الغيب وهو ما في اللوح المحفوظ فهم يكتبون للناس ما أرادوا من علم الغيب قال قتادة هذا جواب لقولهم :﴿ نتربص به ريب المنون ﴾ يقول الله : أم عندهم الغيب حتى علموا أن محمدا يموت قبلهم فهم يكتبون قال ابن قتيبة : معنى يكتبون يحكمون بما يقولون