واللام في قوله : ١٣ - ﴿ ولقد رآه نزلة أخرى ﴾ هي الموطئة للقسم : أي والله لقد رآه نزلة أخرى والنزلة المرة من النزول قانتصابها على الظرفية أو منتصبة على المصدر الواقع موقع الحال : أي رأى جبريل نازلا نزلة أخرى أو على أنه صفة مصدر مؤكد محذوف : أي رآه رؤية أخرى قال جمهور المفسرين : المعنى أنه رأى محمد جبريل مرة أخرى وقيل رأى محمد ربه مرة أخرى بفؤاده
١٤ - ﴿ عند سدرة المنتهى ﴾ الظرف منتصب برآه والسدر هو شجر النبق وهذه السدرة هي في السماء السادسة كما في الصحيح وروي أنها في السماء السابعة والمنتهى : مكان الانتهاء أو هو مصدر ميمي والمراد به الانتهاء نفسه قيل إليها ينتهي علم الخلائقولا يعلم أحد منهم ما وراءها وقيل ينتهي إليها ما يعرج به من الأرض وقيل تنتهي علم الخلائق ولا يعلم أحد منهم ما وراءها وقيل ينتهي إليها ما يعرج به من الأرض وقيل تنتهي إليها أرواح الشهداء وقيل غير ذلك وإضافة الشجرة إلى المنتهى من إضافة الشيء إلى مكانه
١٥ - ﴿ عندها جنة المأوى ﴾ أي عند تلك السدرة جنة تعرف بجنة المأوى وسميت جنة المأوى لأنه أولى إليها آدم وقيل إنها أرواح المؤمنين تأوي إليها قرأ الجمهور ﴿ جنة ﴾ برفع جنة على أنها مبتدأ وخبرها الظرف المتقدم وقرأ علي وأبو الدرداء وأبو هريرة وابن الزبير وأنس وزر بن حبيش ومحمد بن كعب ومجاهد وأبو سبرة الجهني جنه فعلا ماضيا من جن يجن : أي ضمه المبيت أو سترة إيواء الله له قال الأخفش : أدركه كما تقول جنه الليل أي ستره وأدركه والجملة في محل نصب على الحال
١٦ - ﴿ إذ يغشى السدرة ما يغشى ﴾ العامل في الظرف رآه أيضا وهو ظرف زمان والذي قبله ظرف مكان والغشيان بمعنى التغطية والستر وبمعنى الإتيان يقال : فلان يغشاني كل حين : أي أتيني وفي الإبهام في قوله :﴿ ما يغشى ﴾ من التفخيم ما لا يخفى وقيل يغشاها جراد من ذهب وقيل طوائف من الملائكة وقال مجاهد : رفرف أخضر وقيل رفرف من طيور خضر وقيل غشيها أمر الله والمجيء بالمضارع لحكاية الحال الماضية استحضارا للصورة البديعة أو للدلالة على الاستمرار التجددي
١٧ - ﴿ ما زاغ البصر ﴾ أي ما مال بصر النبي صلى الله عليه و سلم عما رآه ﴿ وما طغى ﴾ أي ما جاوز ما رأى وفي هذا وصف أدب النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك المقام حيث لم يلتفت ولم يمل بصره ولم يمده إلى غير ما رأى وقيل ما جاوز ما أمر به
١٨ - ﴿ لقد رأى من آيات ربه الكبرى ﴾ أي والله لقد رأى تلك الليلة من أيات ربه العظام ما لا يحيط به الوصف قيل رأى رفرفا سد الأفق وقيل رأى جبريل في حلة خضراء قد ملأ ما بين السماء والأرض له ستمائة جناح كذا في صحيح مسلم وغيره وقال الضحاك : رأى سدرة المنتهى وقيل هو كل ما رآه تلك الليلة في مسراه وعوده ومن للتبعيض ومفعول رأى الكبرى ويجوز أن يكون المفعول محذوفا أي رأى شيئا عظيما من آيات ربه ويجوز أن تكون من زائدة


الصفحة التالية
Icon