ثم كرر سبحانه توبيخهم وتقريعهم بمقالة شنعاء قالوها فقال : ٢١ - ﴿ ألكم الذكر وله الأنثى ﴾ أي كيف تجعلون لله ما تكرهون من الإناث وتجعلون لأنفسهم ما تحبون من الذكور قيل وذلك قوله إن الملائكة بنات الله وقيل المراد كيف تجعلون اللات والعزى ومناة وهي إناث في زعمكم شركاء لله ومن شأنهم أن يحتقروا الإناث
ثم ذكر سبحانه أن هذه التسمية والقسمة المفهومة من الاستفهام قسمة جائرة فقال : ٢٢ - ﴿ تلك إذا قسمة ضيزى ﴾ قرأ الجمهور ﴿ ضيزى ﴾ بياء ساكنة بغير همزة وقرأ ابن كثير بهمزة ساكنة والمعنى : أنها قسمة خارجة عن الصواب جائرة عن العدل مائلة عن الحق قال الأخفش : يقال ضاز في الحكم : أي جار وضازه حقه يضيزه ضيزا : أي نقصه وبخسه قال : وقد يهمز وأنشد :
( فإن تنأ عنا نتقصك وإن تغب | فمحقك مضئوز وأنفك راغم ) |
وقال الكسائي : ضاز يضيز ضيزا وضاز يضوز ضوزا : إذا تعدى وظلم وبخس وانتقص ومنه قول الشاعر :
( ضازت بنو أسد بحأكمهم | إذ يجعلون الرأس كالذنب ) |
قال الفراء : وبعض العرب يقول : ضئزى بالهمز وحكى أبو حاتم عن أبي زيد أنه سمع العرب تهمز ضيزى قال البغوي : ليس في كلام العرب فعلى بكسر الفاء في النعوت إنما تكون في الأسماء مثل ذكرى قال المؤرج : كرهوا ضم الضاد في ضيزى وخافوا انقلاب الياء واوا وهي من بنات الواو فكسروا الضاد لهذه العلة كما قالوا في جمع أبيض بيض وكذا قال الزجاج وقيل هي مصدر كذكرى فيكون المعنى : قسمة ذات جور وظلم