٢٧ - ﴿ إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى ﴾ أي أن هؤلاء الذين لا يؤمنون بالبعث وما بعده من الدار الآخرة وهم الكفار يضمون الى كفرهم مقالة شنعاء وجهالة جهلاء وهي أنهم يسمون الملائكة المنزهين عن كل نقص تسمية الأنثى وذلك أنهم زعموا أنها بنات الله فجعلوهم إناثا وسموهم بنات
٢٨ - ﴿ وما لهم به من علم ﴾ هذه الجملة في محل نصل على الحال : أي يسمونهم هذه التسمية والحال أنهم غير عالمين بما يقولون فإنهم لم يعرفوهم ولا شاهدوهم ولا بلغ غليهم ذلك من طريق من الطرق التي يخبر المخبرون عنها بل قالوا ذلك جهلا وضلالة وجرأة وقرئ ﴿ ما لهم به ﴾ أي بالملائكة أو التسمية ﴿ إن يتبعون إلا الظن ﴾ أي ما يتبعون في هذه المقالة إلا مجرد الظن والتوهم ثم أخبر سلحانه عن الظن وحكمه فقال :﴿ إن الظن لا يغني من الحق شيئا ﴾ أي إن جنس الظن لا يغني من الحق شيئا من الإغناء والحق هنا العلم وفيه دليل على أن مجرد الظن لا يقوم مقام العلم وأن الظان غير عالم وهذا في الأمور التي يحتاج فيها إلى العلم وهي المسائل العلمية لا فيما يكتفي فيه بالظن وهي المسائل العلمية وقد قدمنا تحقيق هذا ولا بد من هذا التخصيص فإن دلالة العموم والقياس وخبر الواحد ونحو ذلك ظنية فالعمل بها عمل بالظن وقد وجب علينا العمل به في مثل هذه الأمور فكانت أدلة وجوبه العمل به فيها مخصصة لهذا العموم وما ورد في معناه من الذم لمن عمل بالظن والنهي عن اتباعه