٣٠ - ﴿ فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ﴾ أي الإدخال في رحمته ﴿ ذلك هو الفوز المبين ﴾ أي الظاهر الواضح
٣١ - ﴿ وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم ﴾ أي فيقال لهم ذلك وهو استفهام توبيخ لأن الرسل قد أتتهم وتلت عليهم آيات الله فكذبوها ولم يعملوا بها ﴿ فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين ﴾ أي تكبرتم عن قبولها وعن الإيمان بها وكنتم من أهل الإحرام وهي الآثام والاجترام الاكتساب يقال فلان جريمة أهله : إذا كان كاسبهم فالمجرم من كسب الآثام بفعل المعاصي
٣٢ - ﴿ وإذا قيل إن وعد الله حق ﴾ أي وعده بالبعث والحساب أو يجمع ما وعد به من الأمور المستقبلة واقع لا محالة ﴿ والساعة ﴾ أي القيامة ﴿ لا ريب فيه ﴾ أي في وقوعها قرأ الجمهور ﴿ والساعة ﴾ بالرفع على الابتداء أو العطف على موضع اسم إن وقرأ حمزة بالنصب عطفا على اسم إن ﴿ قلتم ما ندري ما الساعة ﴾ أي أي شيء هي ؟ ﴿ إن نظن إلا ظنا ﴾ أي نحدس حدسا ونتوهم توهما قال المبرد : تقديره : إن نحن إلا نظن ظنا وقيل التقدير : إن نظن إلا أنكم تظنون ظنا وقيل إن نظن مضمن معنى نعتقد : أي ما نعتقد إلا ظنا لا علما وقيل إن ظنا له صفة مقدرة : أي إلا ظنا بينا وقيل إن الظن يكون بمعنى العلم والشك فكأنهم قالوا : ما لنا اعتقاد إلا الشك ﴿ وما نحن بمستيقنين ﴾ أي لم يكن لنا يقين بذلك ولم يكن معنا إلا مجرد الظن أن الساعة آتية
٣٣ - ﴿ وبدا لهم سيئات ما عملوا ﴾ أي ظهر لهم سيئات أعمالهم على الصورة التي هي عليها ﴿ وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ﴾ أي أحاط بهم ونزل عليهم جزاء أعمالهم بدخولهم النار
٣٤ - ﴿ وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ﴾ أي نترككم في النار كما تركتم العمل لهذا اليوم وأضاف اللقاء إلى اليوم توسعا لأنه أضاف إلى الشيء ما هو واقع فيه ﴿ ومأواكم النار ﴾ أي مسكنكم ومستقركم الذين تأوون إليه ﴿ وما لكم من ناصرين ﴾ ينصرونكم فيمنعون عنكم العذاب
٣٥ - ﴿ ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا ﴾ أي ذلكم العذاب بسبب أنكم اتخذتم القرآن هزوا ولعبا ﴿ وغرتكم الحياة الدنيا ﴾ أي خدعتكم بزخارفها وأباطيلها فظننتم أنه لا دار غيرها ولا بعث ولا نشور ﴿ فاليوم لا يخرجون منها ﴾ أي من النار قرأ الجمهور ﴿ يخرجون ﴾ بضم الياء وفتح الراء مبنيا للمفعول إلى الغيبة لتحقيرهم ﴿ ولا هم يستعتبون ﴾ أي لا يسترضون ويطلب منهم الرجوع إلى طاعة الله لأنهم يوم لا تقبل فيه توبة ولا تنفع فيه معذرة