٥٦ - ﴿ هذا نذير من النذر الأولى ﴾ أي هذا محمد رسول إليكم من الرسل المتقدمين قبله فإنه أنذركم كما أنذروا قومهم كذا قال ابن جريح ومحمد بن كعب وغيرهما وقال قتادة : يريد القرآن وأنه أنذر بما أنذرت به الكتب الأولى وقيل هذا الذي أخبرنا به عن أخبار الأمم تخويف لهذه الأمة من أن ينزل بهم ما نزل بأولئك كذا قال أبو مالك وقال أبو صالح : إن الإشارة بقوله : هذا إلى ما في صحف موسى وإبراهيم والأول أولى
٥٧ - ﴿ أزفت الآزفة ﴾ أي قربت الساعة ودنت سماها آزفة لقرب قيامها وقيل لدنوها من الناس كما في قوله :﴿ اقتربت الساعة ﴾ أخبرهم بذلك ليستعدوا لها قال في الصحاح : أزفت الآزفة : يعني القيامة وأزف الرجل عجل ومنه قول الشاعر :


٥٨ -﴿ ليس لها من دون الله كاشفة ﴾ أي ليس لها نفس قادرة على كشفها عند وقوعها إلا الله سبحانه وقيل كاشفة بمعنى انكشاف والهاء فيها كالهاء في العاقبة والداهية وقيل كاشفة بمعنى كاشف والهاء للمبالغة كرواية والأول أولى وكاشفة صفة لموصوف محذوف كما ذكرنا والمعنى : أنه لا يقدر على كشفها إذا غشت الخلق بشدائدها وأهوالها أحد غير الله كذا قال عطاء والضحاك وقتادة وغيرهم
ثم وبخهم الله سبحانه فقال : ٥٩ - ﴿ أفمن هذا الحديث تعجبون ﴾ المراد بالحديث القرآن : أي كيف تعجبون منه تكذيبا
٦٠ -﴿ وتضحكون ﴾ منه استهزاء مع كونه غير محل للتكذيب ولا موضع للاستهزاء ﴿ ولا تبكون ﴾ خوفا وانزجارا لما فيه من الوعيد الشديد
وجملة ٦١ - ﴿ وأنتم سامدون ﴾ في محل نصب على الحال ويجوز أن تكون مستأنفة لتقرير ما فيها والسمود : الغفلة والسهو عن الشيء وقال في الصحاح : سمد سمودا رفع رأسه تكبرا فهو سامد قال الشاعر :
( سوامد الليل خفاف الأزواد )
وقال ابن الأعرابي : السمود اللهو والسامد اللاهي يقال للقينة أسمدينا : أي ألهينابالغناء وقال المبرد : سامدون خامدون قال الشاعر :
( أزف الترحل غير أن ركابنا لما تزل برحالنا وكأن قد )


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
( رمى الحدثان نسوة آل عمرو بمقدار سمدن له سمودا )
( فرد شعورهن السود بيضا ورد وجوههن البيض سودا )