٣٨ - ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ فإن من حملتها ما في هذا التهديد والتخويف من حسن العاقبة بالإقبال على الخير والإعراض عن الشر
٣٦ - ﴿ فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ﴾ أي يوم تنشق السماء لا يسأل أحد من الإنس ولا من الجن عن ذنبه لأنهم يعرفون بسيماهم عند خروجهم من قبورهم والجمع بين هذه الآية وبين مثل قوله :﴿ فوربك لنسألنهم أجمعين ﴾ أن ما هنا يكون في موقف والسؤال في موقف آخر من مواقف القيامة : وقيل إنهم لا يسألون هنا سؤال استفهام عن ذنوبهم لأن الله سبحانه قد أحصى الأعمال وحفظها على العباد ولكن يسألون سؤال توبيخ وتقريع ومثل هذه الآية قوله :﴿ ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ﴾ قال أبو العالية : المعنى لا يسأل غير المجرم عن ذنب المجرم وقيل إن عدم السؤال هو عند البعث والسؤال هو في موقف الحساب
٤٠ - ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ فإن من جملتها هذا الوعيد الشديد لكثرة ما يترتب عليه من الفوائد
٤١ - ﴿ يعرف المجرمون بسيماهم ﴾ هذه الجملة جارية مجرى التعليل لعدم السؤال السيما : العلامة قال الحسن : سيماهم سواد الوجوه وزرقة الأعين كما في قوله :﴿ ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ﴾ وقال :﴿ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ﴾ وقيل سيماهم ما يعلوهم من الحزن والكآبة ﴿ فيؤخذ بالنواصي والأقدام ﴾ الجار والمجرور في محل رفع على أنه النائب والنواصي شعور مقدم الرؤوس والمعنى : أنها تجعل الأقدام مضمونة إلى النواصي وتلقيهم الملائكة في النار قال الضحاك : يجمع بين ناصيته وقدمه في سلسلة من وراء ظهره وقيل تسحبهم الملائكة إلى النار تارة تأخذ بنواصيهم وتجرهم على وجوههم وتارة تأخذ بأقدامهم وتجرهم على رؤوسهم
٤٢ - ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ فإن من جملتها هذا الترهيب الشديد والوعيد البالغ الذي ترجف له القلوب وتضطرب لهوله الأحشاء
٤٣ - ﴿ هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون ﴾ أي يقال لهم عند ذلك هذه جهنم التي تشاهدونها وتنظرون إليها مع أنكم كنتم تكذبون بها وتقولون إنها لا تكون والجملة مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل : فماذا يقال لهم عند الأخذ بالنواصي والأقدام فقيل يقال لهم هذه جهنم تقريعا لهم وتوبيخا
٤٤ - ﴿ يطوفون بينها ﴾ أي بين جهنم فتحرقهم ﴿ وبين حميم آن ﴾ فتنصب على وجوههم والحميم : الماء الحار والآن : الذي قد انتهى حره وبلغ غايته كذا قال الفراء : قال الزجاج : أنى يأنى أنى فهو آن : إذا انتهى في النضج والحرارة ومنه قول النابغة الذبياني :

( وتخضب لحية غدرت وخانت بأحمر من نجيع الجوف آن )
وقيل هو واد من أودية جهنم فيه صديد أهل النار فيغمسون فيه قال قتادة : يطوفون مرة في الحميم ومرة بين الجحيم


الصفحة التالية
Icon