٤٧ - ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ فإن من جملتها هذه النعمة العظيمة وهي إعطاء الخائف من مقام ربه جنتين متصفتين بالصفات الجليلة العظيمة
٤٨ - ﴿ ذواتا أفنان ﴾ هذه صفة للجنتان وما بينهما اعتراض والأفنان الأغصان واحدها فنن وهو الغصن المستقيم طولا وبهذا قال مجاهد وعكرمة وعطية وغيرهم وقال الزجاج : الأفنان الألوان واحدها فن وهو الضرب من كل شيء وبه قال عطاء وسعيد بن جبير وجمع عطاء بين القولين فقال في كل غصن فنون من الفاكهة ومن إطلاق الفنن على الغصن قول النابغة :

( دعاء حمامة تدعو هديلا مفجعة على فنن تغني )
وقول الآخر :
( ما هاج شوقك من هدير حمامة تدعو على فنن الغصون حماما )
وقيل معنى ﴿ ذواتا أفنان ﴾ ذواتا فضل وسعة على ما سواهما قاله قتادة وقيل الأفنان : ظل الأغصان على الحيطان روي هذا عن مجاهد وعكرمة
٤٩ - ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ فإن كل واحد منها ليس بمحل للتكذيب ولا بموضع للإنكار
٥٠ - ﴿ فيهما عينان تجريان ﴾ هذا أيضا صفة أخرى لجنتان : أي في كل واحدة منهما عين جارية قال الحسن : إحداهما السلسبيل والأخرى التسنيم وقال عطية : إحداهما من ماء غير آسن والأخرى من خمر لذة للشاربين قيل كل واحدة منهما مثل الدنيا أضعافا مضاعفة
٥١ - ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ فإن من جملتها هذه النعمة الكائنة في الجنة لأهل السعادة
٥٢ - ﴿ فيهما من كل فاكهة زوجان ﴾ هذا صفة ثالثة لجنتان والزوجان الصنفان والنوعان والمعنى : أن في الجنتين من كل نوع يتفكه به ضربين يستلذ بكل نوع من أنواعه قيل أحد الصنفين رطب والآخر يابس لا يقصر أحدهما عن الآخر في الفضل والطيب
٥٣ - ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ فإن في مجرد تعداد هذه النعم ووصفها في هذا الكتاب العزيز من الترغيب إلى فعل الخير والترهيب عن فعل الشر ما لا يخفى على من يفهم وذلك نعمة عظمى ومنة كبرى فكيف بالتنعم به عند الوصول إليه


الصفحة التالية
Icon