٧٢ - ﴿ حور مقصورات في الخيام ﴾ أي محبوسات ومنه القصر لأنه يحبس من فيه والحور جمع حوراء وهي شديدة بياض العين شديدة سوادها وقد تقدم بيان معنى الحوراء والخلاف فيه وقيل معنى مقصورات : أنهن قصرن على أزواجهن لا يردن غيرهم وحكاه الواحدي عن المفسرين والأول أولى وبه قال أبو عبيدة ومقاتل وغيرهما قال في الصحاح : قصرت الشيء أصره قصرا حبسته والمعنى : أنهن خدرن في الخيام والخيام جمع خيمة وقيل جمع خيم والخيم جمع خيمة وهي أعواد تنصب وتظلل بالثياب فتكون أبرد من الأخبية قيل الخيمة من خيام الجنة درة مجوفة فرسخ في فرسخ وارتفاع حو على البدلية من خيرات
٧٣ - ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾
٧٤ - ﴿ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ﴾ قد تقدم تفسيره في صفة الجنتي الأولين
٧٥ - ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ فإنها كلها نعم لا تكفر ومنن لا تجحد
٧٦ - ﴿ متكئين على رفرف خضر ﴾ انتصاب متكئين على الحال أو المدح كما سبق قال أبو عبيدة الرفاف البسط وبه قال الحسن مقاتل والضحاك وغيرهم وقال ابن عيينة : هي الزرابي وقال ابن كيسان : هي المرافق وروي عن أبي عبيدة أنه قال : هي حاشية الثوب وقال الليث : ضرب من الثياب الخضر وقيل الفرش المرتفعة وقيل كل ثوب عريض قال في الصحاح : والرفرف ثياب خضر يتخذ منها المحابس والواحدة رفرفة وقال الزجاج : قالوا الرفرف هنا رياض الجنة وقالوا الرفرف الوسائد وقالوا الرفرف المحابس اهـ ومن القائلين بأنها رياض الجنة سعيد بن جبير واشتقاق الرفرف من رف يرف : إذا ارتفع ومنه رفرفة الطائر وهي تحريك جناحيه في الهواء قرأ الجمهور ﴿ رفرف ﴾ على الإفراد وقرأ عثمان بن عفان والحسن والجحدري رفاف على الجمع ﴿ وعبقري حسان ﴾ العبقري الزرابي والطنافس الموشية قال أبو عبيدة : كل وش من البسط عبقري وهو منسوب إلى أرض يعمل فيها الوشي قال الفراء : العبقري الطنافس الثمان وقيل الزرابي وقيل البسط وقيل الديباج قال ابن الأنباري : الأصل فيه أن عبقر قرية تسكنها الجن ينسب إليها كل فائق قال الخليل : العبقري عند العرب كل جليل فاضل فاخر من الرجال والنساء ومنه قول زهير :
( تخيل عليها جنة عبقرية | جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا ) |