ثم رغب سبحانه في الصدقة فقال : ١١ - ﴿ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ﴾ أي من ذا الذي ينفق ماله في سبيل الل فإنه كمن يقرضه والعرب تقول لكل من فعل فعلا حسنا قد أقرض ومنه قول الشاعر :
( إذا جوزيت قرضا فأجزه | إنما يجزي الفتى ليس الجمل ) |
وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال [ خرجنا مع رسول الله عام الحديبية حتى إذا كنا بعسفان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يوشك أن يأتي قوم [ تحرقون ] أعمالكم مع أعمالهم قلنا من هم يا رسول الله ؟ أقريش ؟ قال : لا ولكنهم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا فقلنا : أهم خير منا يا رسول الله ؟ قال : لو كان لأحدهم جبل من ذهب ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه إلا أن هذا فصل ما بيننا وبين الناس ﴿ لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ﴾ الآية ] وهذا الحديث قال ابن كثير : هو غريب بهذا الإسناد وقد رواه ابن جرير ولم يذكر فيه الحديبية وأخرج أحمد عن أنس قال :[ كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام فقال خالد لعبد الرحمن : تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها ؟ فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقال : دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم ] والذي في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بلفظ :[ لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك أحدهم ولا نصيفه ] لفظ [ ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ] وأخرج هذا الحديث البخاري ومسلم وغيرهما عن حديث أبي سعيد الخدري وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال : لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره