١٢ - ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ﴾ المناجاة المساررة والمعنى : إذا أردتم مساررة الرسول في أمر من أموركم فقدموا بين يدي مساررتكم له صدقة قال الحسن : نزلت بسبب أن قوما من المسلمين كانوا يستخلون النبي صلى الله عليه و سلم يناجونه فظن بهم قوم من المسلمين أنهم ينتقصونهم في النجوى فشق عليهم ذلك فأمرهم الله بالصدقة عند النجوى لتقطعهم عن استخلائه وقال زيد بن أسلم : نزلت بسبب أن المنافقين واليهود كانوا يناجون النبي صلى الله عليه و سلم ويقولون إنه أذن يسمع كل ما قيل له وكان لا يمنع أحدا من مناجاته وكان ذلك يشق على المسلمين لأن الشيطان كان يلقي في أنفسهم أنهم ناجوه بأن جموعا اجتمعت لقتاله فأنزل الله :﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ﴾ فلم ينتهوا فأنزل الله هذه الآية فانتهى أهل الباطل عن النجوى لأنهم لم يقدموا بين يدي نجواهم صدقة وشق ذلك على أهل الإيمان وامتنعوا عن النجوى لضعف كثير منهم عن الصدقة فخخف الله عنهم بالآية التي بعد هذه والإشارة بقوله :﴿ ذلك ﴾ إلى ما تقدم من تقديم الصدقة بين يدي النجوى وهو مبتدأ وخبره
﴿ خير لكم وأطهر ﴾ لما فيه من طاعة الله وتقييد الأمر بكون امتثاله خيرا لهم من عدم الامتثال وأطهر لنفوسهم يدل على أنه أمر ندب لا أمر وجوب ﴿ فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم ﴾ يعني من كان منهم لا يجد تلك الصدقة المأمور بها بين يدي النجوى فلا حرج عليه في النجوى بدون صدقة