لما فرغ سبحانه من ذكر الطبقات الثلاث من المؤمنين ذكر ما جرى بين المنافقين واليهود من المقاولة لتعجيب المؤمنين من حالهم فقال : ١١ - ﴿ ألم تر إلى الذين نافقوا ﴾ والخطاب لرسول الله أو لكل من يصلح له والذين نافقوا هم عبد الله بن أبي وأصحابه وجملة ﴿ يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب ﴾ مستأنفة لبيان المتعجب منه والتعبير بالمضارع لاستحضار الصورة أو للدلالة على الاستمرار وجعلهم إخوانا لهم لكون الكفر قد جمعهم وإن اختلف نوع كفرهم فهو إخوان في الكفر واللام في لإخوانهم هي لام التبليغ وقيل هو من قول بني النضير لبني قريظة والأول أولى لأن بني النضير وبني قريظة هم يهود والمنافقون غيرهم واللام في قوله :﴿ لئن أخرجتم ﴾ هي الموطئة للقسم : أي والله لئن أخرجتم من دياركم ﴿ لنخرجن معكم ﴾ هذا جواب القسم : أي لنخرجن من ديارنا في صحبتكم ﴿ ولا نطيع فيكم ﴾ أي في شأنكم ومن أجلكم ﴿ أحدا ﴾ ممن يريد أن يمنعنا من الخروج معكم وإن طال الزمان وهو معنى قوله :﴿ أبدا ﴾ ثم لما وعدوهم بالخروج معهم وعدوهم بالنصرة لهم فقالوا :﴿ وإن قوتلتم لننصرنكم ﴾ على عدوكم ثم كذبهم سبحانه فقال :﴿ والله يشهد إنهم لكاذبون ﴾ فيما وعدوهم به من الخروج معهم والنصرة لهم