٦ - ﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم ﴾ معطوف على ﴿ وإذ قال موسى ﴾ معمول لعامله أو معمول لعامل مقدر معطوف على عامل الظرف الأول ﴿ يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ﴾ أي أني رسول الله إليكم بالإنجيل مصدقا لما بين يدي من التوراة لأني لم آتكم بشيء يخالف التوراة بل هي مشتملة على التبشير بي فكيف تنفرون عني وتخالفونني وانتصاب مصدقا على الحال ﴿ و ﴾ كذا ﴿ مبشرا ﴾ والعامل فيهما ما في الرسول من معنى الإرسال والمعنى : أني أرسلت إليكم حال كوني مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا بمن يأتي بعدي وإذا كنت كذلك في التصديق والتبشير فلا مقتضى لتكذيبي وأحمد اسم نبينا صلى الله عليه و سلم وهو علم منقول من الصفة وهي تحتمل أن تكون مبالغة من الفاعل فيكون معناها أنه أكثر حمدا لله من غيره أو من المفعول فيكون معناها أنه يحمد بما فيه من خصال الخير أكثر مما يحمد غيره قرأ نافع وابن كثر وأبو عمرو والسلمي وزر بن حبيش وأبو بكر عن عاصم ﴿ من بعدي ﴾ بفتح الياء وقرأ الباقون بإسكانها ﴿ فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ﴾ أي لما جاءهم عيسى بالمعجزات قالوا هذا الذي جاءنا به سحر واضح ظاهر وقيل المراد محمد صلى الله عليه و سلم أي لما جاءهم بذلك قالوا هذه المقالة والأول أولى قرأ الجمهور ﴿ سحر ﴾ وقرأ حمزة والكسائي ﴿ ساحر ﴾
٧ - ﴿ ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام ﴾ أي لا أحد أكثر ظلما منه حيث يفتري على الله الكذب والحال أنه يدعى إلى دين الإسلام الذي هو خير الأديان وأشرفها لأن من كان كذلك فحقه أن لا يفتري على غيره الكذب فكيف يفتريه على ربه قرأ الجمهور ﴿ وهو يدعى ﴾ من الدعاء مبنيا للمفعول وقرأ طلحة بن مصرف يدعي بفتح الياء وتشديد الدال من الادعاء مبنيا للفاعل وإنما عدي بإلى لأنه ضمن معنى الانتماء والانتساب ﴿ والله لا يهدي القوم الظالمين ﴾ هذه الجملة مقررة لمضمون ما قبلها والمعنى : لا يهدي من اتصف بالظلم والمذكورون من جملتهم


الصفحة التالية
Icon