والإشارة بقوله : ٤ - ﴿ ذلك ﴾ إلى ما تقدم ذكره وقال الكلبي : يعني الإسلام وقال قتادة : يعني الوحي والنبوة وقيل إلحاق العجم بالعرب وهو مبتدأ وخبره ﴿ فضل الله يؤتيه من يشاء ﴾ أي يعطيه من يشاء من عباده ﴿ والله ذو الفضل العظيم ﴾ الذي لا يساويه فضل ولا يداينه
٥ - ﴿ مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها ﴾ ضرب سبحانه لليهود الذين تركوا العمل بالتوراة مثلا فقال :﴿ مثل الذين حملوا التوراة ﴾ أي كلفوا القيام بها والعمل بما فيها ﴿ ثم لم يحملوها ﴾ أي لم يعملوا بموجبها ولا أطاعوا ما أمروا به فيها ﴿ كمثل الحمار يحمل أسفارا ﴾ هي جمع سفر وهو الكتاب الكبير لأنه يسفر عن المعنى إذا قرئ قال ميمون بن مهران : الحمار لا يدري أسفر على ظهره أم زبل ؟ فهكذا اليهود وقال الجرحاني : هو يعني حملوا من الحمالة بمعنى الكفالة : أي ضمنوا أحكام التوراة وقوله :﴿ يحمل ﴾ في محل نصب على الحال أو صفة للحمار إذ ليس المراد حمارا معينا فهو في حكم النكرة كما في قول الشاعر :

( ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثم وقلت لا يعنيني )
﴿ بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله ﴾ أي بئس مثلا مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله على أن التمييز محذوف والفاعل المفسر به مضمر ومثل القوم هو المخصوص بالذم أو مثل القوم فاعل بئس والمخصوص بالذم الموصول بعده على حذف مضاف : أي مثل الذين كذبوا ويجوز أن يكون الموصول صفة للقوم فيكون في محل جر والمخصوص بالذم محذوف والتقدير : بئس مثل القوم المكذبين مثل هؤلاء ﴿ والله لا يهدي القوم الظالمين ﴾ يعني على العموم فيدخل فيهم اليهود دخولا أوليا
٦ - ﴿ قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس ﴾ المراد بالذين هادوا تهودوا وذلك أن اليهود ادعوا الفضيلة على الناس وأنهم أولياء الله من دون الناس كما في قولهم ﴿ نحن أبناء الله وأحباؤه ﴾ وقولهم ﴿ لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ﴾ فأمر الله سبحانه رسوله أن يقول لهم لما ادعوا هذه الدعوى الباطلة ﴿ فتمنوا الموت ﴾ لتصيروا إلى ما تصيرون إليه من الكرامة في زعمكم ﴿ إن كنتم صادقين ﴾ في هذا الزعم فإن من علم أنه من أهل الجنة أحب الخلوص من هذه الدار قرأ الجمهور ﴿ فتمنوا ﴾ بضم الواو وقرأ ابن السميفع بتفحها تخفيفا وحكى الكسائي إبدال الواو همزة


الصفحة التالية
Icon