ثم أجاب الله سبحانه عن هذا المتمني فقال : ١١ - ﴿ ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها ﴾ أي إذا حضر أجلها وانقضى عمرها ﴿ والله خبير بما تعملون ﴾ لا يخفى عليه شيء منه فهو مجازيكم بأعمالكم قرأ الجمهور ﴿ تعملون ﴾ بالفوقية على الخطاب وقرأ أبو بكر عن عاصم والسلمي بالتحتية على الخبر
وقد أخرج ابن مردويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم ﴾ الآية قال :[ هم عباد من أمتي الصالحون منهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وعن الصلوات الخمس المفروضة ] وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ من كان له مال يبلغه حج بيت الله أو تجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل سأل الرجعة عند الموت فقال رجل : يا ابن عباس اتق الله فإنما يسأل الرجعة الكافر فقال : سأتلوا عليكم بذلك قرآنا ﴿ يا أيها الذين آمنوا ﴾ إلى آخر السورة ] وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ﴿ فأصدق وأكن من الصالحين ﴾ قال : أحج
هي ثمان عشرة آية
وهي مدنية في قول الأكثر وقال الضحاك : هي مكية وقال الكلبي : هي مدنية ومكية وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : نزلت سورة التغابن بالمدينة وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله وأخرج النحاس عن ابن عباس قال : نزلت سورة التغابن بمكة إلا آيات من آخرها نزلن بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي شكا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم جفاء أهله وولده فأنزل الله ﴿ يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ﴾ إلى آخر السورة وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن عطاء بن يسار نحوه وأخرج ابن حبان في الضعفاء والطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن عبد الله ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم :[ ما من مولود يولد إلا مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من سورة التغابن ] قال ابن كثير : وهو غريب جدا بل منكر وأخرج البخاري في تاريخه عن عبد الله بن عمرو قال : ما مولود يولد إلا مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من أول سورة التغابن
قوله : ١ - ﴿ يسبح لله ما في السموات وما في الأرض ﴾ أي ينزهه سبحانه جميع مخلوقاته التي في سماواته وأرضه عن كل نقص وعيب ﴿ له الملك وله الحمد ﴾ يختصان به ليس لغيره منهما شيء وما كان لعباده منهما فهو من فيضه وراجع إليه ﴿ وهو على كل شيء قدير ﴾ لا يعجزه شيء