١٥ - ﴿ إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ﴾ مستأنفة جارية مجرى التعليل للنهي وقد تقدم معنى أساطير الأولين في غير موضع
١٦ - ﴿ سنسمه على الخرطوم ﴾ أي سنسمه بالكي على خرطومه قال أبو عبيدة وأبو زيد والمبرد : الخرطوم الأنف قال مقاتل : سنسمه بالسواد على الأنف وذلك أنه يسود وجهه قبل دخول النار قال الفراء : والخرطوم وإن كان قد خص بالسمة فإنه في مذهب الوجه لأن بعض الوجه يؤدي عن بعض وقال الزجاج : سيجعل له في الآخرة العلم الذي يعرف به أهل النار من اسوداد وجوههم وقال قتادة : سنلحق به شيئا لا يفارقه واختار هذا ابن قتيبة قال : والعرب تقول : قد وسمه ميسم سوء يريدون ألصق به عارا لا يفارقه فالمعنى : أن الله ألحق به عارا لا يفارقه كالوسم على الخرطوم وقيل معنى سنسمه : سنحطمه بالسيف وقال النضر بن شميل : المعنى سنحده على شر الخمر وقد يسمى الخمر بالخرطوم ومنه قول الشاعر :
( تظل يومك في لهو وفي طرب | وأنت بالليل شراب الخراطيم ) |
ابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي الدرداء قال :[ سئلت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه ] وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وصححه وابن مردويه عن أبي عبد الله الجدلي قال :[ قلت لعائشة : كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قالت : لم يكن فاحشا ولا متفاحشا ولا صخابي في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ] وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله :﴿ فستبصر ويبصرون ﴾ قال : تعلم ويعلمون يوم القيامة ﴿ بأيكم المفتون ﴾ قال الشيطان كانوا يقولون إنه شيطان وإنه مجنون وأخرج ابن جرير عنه في الآية قال : بأيكم المجنون وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :﴿ ودوا لو تدهن فيدهنون ﴾ يقول : لو ترخص لهم فيرخصون وأخرج ابن مردويه عنه أيضا ﴿ ولا تطع كل حلاف مهين ﴾ الآية قال : يعني الأسود بن عبد يغوث وأخرج ابن مردويه عن أبي عثمان النهدي قال : زقال مروان لما بايع الناس ليزيد : سنة أبي بكر وعمر فقال عبد الرحمن بن أبي بكر :[ إنها ليست بسنة أبي بكر وعمر ولكنها سنة هرقل فقال مروان : هذا الذي أنزل فيه ﴿ والذي قال لوالديه أف لكما ﴾ الآية قال : فسمعت ذلك عائشة فقالت : إنها لم تنزل في عبد الرحمن ولكن نزل في أبيك ﴿ ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم ﴾ ] وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال :[ نزل على النبي صلى الله عليه و سلم ﴿ ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم ﴾ فلم نعرف حتى نزل عليه ﴿ بعد ذلك زنيم ﴾ فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة ] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال : العتل هو الدعي والزنيم هو المريب الذي يعرف بالشر وأخرج عبد بن حميد وابن عساكر عنه قال : الزنيم : هو الدعي وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه عنه أيضا قال : الزنيم الذي يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال : هو الرجل يمر على القوم فيقولون رجل سوء وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :﴿ زنيم ﴾ قال : ظلوم وقد قيل إن هذه الآيات نزلت في الأخنس بن شريق وقيل في الوليد بن المغيرة