١٢ - ﴿ ببنيه * وصاحبته وأخيه ﴾ فإن هؤلاء أعز الناس عليه وأكرمهم لديه فلو قبل منه الفداء لفدى بهم نفسه وخلص مما نزل به من العذاب والجملة مستأنفة لبيان أن اشتغال كل مجرم بنفسه بلغ إلى حد يوم الافتداء من العذاب بمن ذكر قرأ الجمهور ﴿ من عذاب يومئذ ﴾ بإضافة عذابإلى يومئذ وقرأ أبو حيوة بتنوين عذاب وقطع الإضافة وقرأ الجمهور ﴿ يومئذ ﴾ بكسر الميم وقرأ نافع والكسائي والأعرج وأبو حيوة بفتحها
١٣ - ﴿ وفصيلته التي تؤويه ﴾ أي عشيرتهالأقربين الذين يضمونه في النسب أو عند الشدائد ويأوي إليهم قال أبو عبيد : الفصيلة دون القبيلة وقال ثعلب : هم آباؤهم الأدنون قال المبرد : الفصيلة القطعة من أعضاء الجسد وسميت عشيرة الرجل فصبلة تشبيها لها بالبعض منه وقال مالك : إن الفصيلة هي التي تربيه
١٤ - ﴿ ومن في الأرض جميعا ﴾ أي ويود المجرم لو افتدى بمن في الأرض جميعا من الثقلين وغيرهما من الخلائق وقوله :﴿ ثم ينجيه ﴾ معطوف على يفتدي : أي يوم لو يفتدي ثم ينجيه الافتداء وكان العطف بثم لدلالتها على استبعاد النجاة وقيل إن يود تقتضي جوابا كما في قوله :﴿ ودوا لو تدهن فيدهنون ﴾ والجواب ثم ينجيه والأول أولى
وقوله : ١٥ - ﴿ كلا ﴾ ردع للمجرم عن تلك الودادة وبيان امتناع ما وده من الافتداء وكلا يأتي بمعنى حقا وبمعنى لا مع تضمنها لمعى الزجر والردع والضمير في قوله :﴿ إنها لظى ﴾ لجهنم واشتقاقها من التلظي في النار وهو التلهب وقيل أصله لظظ بمعنى دوام العذاب فقلبت إحدى الظاءين ألفا وقيل لظى : هي الدركة الثانية من طباق جهنم
١٦ - ﴿ نزاعة للشوى ﴾ قرأ الجمهور ﴿ نزاعة ﴾ بالرفع على أنه خبر ثان لإن أو خبر مبتدأ محذوف أو تكون لظى بدلا من الضمير المنصوب ونزاعة خبر إن أو على أن نزاعة صفة للظى على تقدير عدم كونها علما أو يكون الضمير في إنها للقصة ويكون لظى مبتدأ ونزاعة خبره والجملة خبر إن وقرأ حفص عن عاصم وأبو عمرو في رواية عنه وأبو حيوة والزغفراني والترمذي وابن مقسم ﴿ نزاعة ﴾ بالنصب على الحال وقال أبو علي الفارسي : حمله على الحال بعيد لأنه ليس في الكلام ما يعمل في الحال وقيل العامل فيها ما دل عليه الكلام من معنى التلظي أو النصب على الاختصاص والشوى الأطراف أو جمع شواة وهي جلدة الرأس ومنه قول الأعشى :
( قالت... قتيلة ماله قد جللت شيبا شواته )
وقال الحسن وثابت البناني : نزاعة للشوى : أي لمكارم الوجه وحسنه وكذا قال أبو العالية وقتادة : تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك فيه شيئا وقال الكسائي : هي المفاصل وقال أبو صالح : هي أطراف اليدين والرجلين


الصفحة التالية
Icon