٣٧ - ﴿ عن اليمين وعن الشمال عزين ﴾ أي عن يمين النبي صلى الله عليه و سلم وعن شماله جماعات متفرقة وعزين مع عزة وهي العصبة من الناس ومنه قول الشاعر :
( ترانا عنده والليل داج | على أبوابه حلقا عزينا ) |
( أخليفة الرحمن إن عشيرتي | أمسى سراتهم إليك عزينا ) |
( وقرن قد تركت لدي ولي | عليه الطير كالعصب العزينا ) |
٣٨ - ﴿ أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم ﴾ قال المفسرون : كل المشركون يقولون لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلن قبلهم فنزلت الآية قرأ الجمهور ﴿ أن يدخل ﴾ مبنيا للمفعول وقرأ الحسن وزيد بن علي وطلحة بن مصرف والأعرج ويحيى بن يعمر وأبو رجاء وعاصم في رواية عنه على البناء للفاعل
ثم رد الله سبحانه عليهم فقال : ٣٩ - ﴿ كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ﴾ أي من القذر الذين يعلمون به فلا ينبغي لهم هذا التكبر وقيل المعنى : إنا خلقناهم من أجل ما يعلمون وهو امتثال الأمر والنهي وتعريض للثواب والعقاب كما في قوله ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ ومنه قول الأعشى :
( ءأزمعت من آل ليلى ابتكارا | وشطت على ذي هوى أن يزارا ) |
الله صلى الله عليه و سلم :﴿ فمال الذين كفروا قبلك مهطعين ﴾ إلى قوله :﴿ كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ﴾ ثم بزق رسول الله صلى الله عليه و سلم على كفه ووضع عليها أصبعه وقال : يقول الله ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت أو أتى أوان الصدقة ]