٥ - ﴿ والرجز فاهجر ﴾ الرجز معناه في اللغة العذاب وفيه لغتان كسر الراء وضمها وسمي الشرك وعبادة الأوثان رجزا لأنها سبب الرجز قرأ الجمهور ﴿ الرجز ﴾ بكسر الراء وقرأ الحسن ومجاهد وعكرمة وحفص وابن محيصن بضمها وقال مجاهد وعكرمة : الرجز الأوثان كما في قوله :﴿ فاجتنبوا الرجس من الأوثان ﴾ وبه قال ابن زيد وقال إبراهيم النخعي : الرجز المأثم والهجر الترك وقال قتادة : الرجز إساف ونائلة وهما صنمان كانا عند البيت وقال أبو العالية والربيع والكسائي : الرجز بالضم الوثن وبالكسر العذاب وقال السدي : الرجز بضم الراء الوعيد والأول أولى
٦ - ﴿ ولا تمنن تستكثر ﴾ قرأ الجمهور لا تمنن بفك الإدغام وقرأ الحسن وأبو اليمان والأشهب العقيلي بالإدغام وقرأ الجمهور تستكثر بالرفع على أنه حال : أي ولا تمنن حال كونك مستكثرا وقيل على حذف أن والأصل ولا تمنن أن تستكثر فلما حذفت رفع قال الكسائي : فإذا حذف أن رفع الفعل وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش تستكثر بزيادة أن وقرأ الحسن أيضا وابن أبي عبلة تستكثر بالجزم على أنه بدل من تمنن كما في قوله :﴿ يلق أثاما * يضاعف له ﴾ وقول الشاعر :
( متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا | تجد حطبا جزلا ونارا تأججا ) |
( فاليوم أشرب غير مستحقب | إثما من الله ولا واغل ) |
واختلف السلف في معنى الآية فقيل المعنى : لا تمنن على ربك بما تتحمله من أعباء النبوة كالذي يستكثر ما يتحمله بسبب الغير وقيل لا تعط عطية تلتمس فيها أفضل منها قاله عكرمة وقتادة قال الضحاك : هذا حرمه [ الله ] على رسوله لأنه مأمور بأشرف الآداب وأجل الأخلاق وأباحه لأمته وقال مجاهد : لا تضعف أن تستكثر من الخير من قولك حبل متين : إذا كان ضعيفا وقال الربيع بن أنس : لا تعزم عملك في عينك أن تستكثر من الخير وقال ابن كيسان : لا تستكثر عملا فتراه من نفسك إنما عملك منة من الله عليك إذ جعل لك سبيلا إلى عبادته وقيل لا تمنن بالنبوة والقرآن على الناس فتأخذ منهم أجرا تستكثره وقال محمد بن كعب : لا تعط مالك مصانعة وقال زيد بن أسلم : إذا أعطيت عطية فأعطها لربك