٣٧ - ﴿ لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ﴾ هو بدل من قول للبشر : أي نذيرا لمن شاء منكم أن يتقدم إلى الطاعة أو يتأخر عنها والمعنى : أن الإنذار قد [ حصل ] لكل من آمن وكفر وقيل فاعل المشيئة هو الله سبحانه : أي لمن شاء الله أن يتقدم منكم بالإيمان أو يتأخر بالكفر والأول أولى وقال السدي : لمن شاء منكم أن يتقدم إلى النار المتقدم ذكرها أو يتأخر إلى الجنة
وقد أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال : لما سمع أبو جهل ﴿ عليها تسعة عشر ﴾ قال لقريش : ثكلتكم أمهاتكم أسمع ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة جهنم تسعة عشر وأنتم الدهم أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطش برجل من خزنة جهنم ؟ وأخرج ابن مردويه عنه في قوله :﴿ وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ﴾ قال : قال أبو الأشد : خلوا بيني وبين خزنة جهنم أنا أكفيكم مؤنتهم قال : و [ حدثت أن النبي صلى الله عليه و سلم وصف خزان جهنم فقال : كأن أعينهم البرق وكأن أفواههم الصياصي يجرون أشعارهم لهم مثل قوة الثقلين يقبل أحدهم بالأمة من الناس يسوقهم على رقبته جبل حتى يرمي بهم في النار فيرمي بالجبل عليهم ] أخرج الطبراني في الأوسط وأبو الشيخ عن أبي سعيد الخدري [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثهم عن ليلة أسري به قال : فصعدت أنا وجبريل إلى السماء الدنيا فإذا أنا بملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا وبين يديه سبعون ألف ملك مع كل ملك جنده مائة ألف وتلا هذه الآية ﴿ وما يعلم جنود ربك إلا هو ﴾ ] وأخرج أحمد عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ أطت السماء وحق ما أن تئط ما فيها موضع أصبع إلا عليه ملك ساجد ] وأخرجه
الترمذي وابن ماجه قال الترمذي : حسن غريب ويروى عن أبي ذر موقوفا وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ إذ أدبر ﴾ قال : دبور ظلامه وأخرج مسدد في مسنده وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ والليل إذ أدبر ﴾ فسكت عني حتى إذا كان من آخر الليل وسمع الأذان ناداني يا مجاهد هذا حين دبر الليل وأخرج ابن جرير عنه في قوله :﴿ لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ﴾ قال : من شاء اتبع طاعة الله ومن شاء تأخر عنها