١١ - ﴿ كلا لا وزر ﴾ أي لا جبل ولا حصن ولا ملجأ من الله وقال ابن جبير : لا محيص ولا منعة والوزر في اللغة : ما يلجأ إليه الإنسان من حصن أو جبل أو غيرهما ومنه قول طرفة :
( ولقد تعلم بكر أننا | فاضلوا الرأي وفي الروع وزر ) |
( لعمري ما للفتى من وزر | من الموت يدرك والكبز ) |
١٢ - ﴿ إلى ربك يومئذ المستقر ﴾ أي المرجع والمنتهى والمصير لا إلى غيره وقيل إليه الحكم بين العباد لا إلى غيره وقيل المستقر : الاستقرار حيث يقره الله
١٣ - ﴿ ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر ﴾ أي يخبر يوم القيامة بما عمل من خير وشر وقال قتادة : بما عمل من طاعة وما أخر من طاعة فلم يعمل بها وقال زيد بن أسلم : بما قدم من أمواله وما خلف للورثة وقال مجاهد : بأول عمله وآخره وقال الضحاك : بما قدم من فرض وأخر من فرض قال القشيري : هذا الإنباء يكون يوم القيامة عند وزن الأعمال ويجوز أن يكون عند الموت قال القرطبي : والأول أظهر
١٤ - ﴿ بل الإنسان على نفسه بصيرة ﴾ ارتفاع بصيرة على أنها خبر الإنسان على نفسه متعلق ببصيرة قال الأخفش : جعله هو البصيرة كما تقول للرجل : أنت حجة على نفسك وقيل المعنى : إن جوارحه تشهد عليه بما عمل كما في قوله :﴿ يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ﴾ وأنشد الفراء :
( كأن على ذي العقل عينا بصيرة | بمقعده أو منظر هو ناظر ) |
١٥ - ﴿ ولو ألقى معاذيره ﴾ أي ول اعتذر وجادل عن نفسه لم ينفعه ذلك يقال معذرة ومعاذير قال الفراء : أي وإن اعتذر فعليه من يكذب عذره وقال الزجاج : المعاذير الستور والواحد معذار : أي وإن أرخى الستور يريد أن يخفي نفسه فنسه شاهدة عليه كذا قال الضحاك والسدي : والستر بلغة اليمن يقال له معذار والستر بلغة اليمن يقال له معذار كذا قال المبرد ومنه قول الشاعر :
( ولكنها ضنت بمنزل ساعة | علينا وأطت يومها بالمعاذر ) |
( فما حسن أن يعذر المرء نفسه | وليس له من سائر الناس عاذر ) |