٣١ -﴿ فلا صدق ولا صلى ﴾ أي لم يصدق بالرسالة ولا بالقرآن ولا صلى لربه والضمير يرجع إلى الإنسان المذكور في أول هذه السورة قال قتادة : فلا صدق بكتاب الله ولا صلى لله وقيل فلا آمن بقلبه ولا عمل ببدنه قال الكسائي لا بمعنى لم وكذا قال الأخفش : والعرب تقول : لا ذهب أي لم يذهب وهذا مستفيض في كلام العرب ومنه :
( إن تغفر اللهم تغفر جما
وأي عبد لك إلا ألما )
٣٢ -﴿ ولكن كذب وتولى ﴾ أي كذب بالرسول وبما جاء به وتولى عن الطاعة والإيمان
٣٣ -﴿ ثم ذهب إلى أهله يتمطى ﴾ أي يتبختر ويختال في مشيته افتخارا بذلك وقيل هو مأخوذ من المطي وهو الظهر والمعنى يلوي مطاه وقيل أصله يتمطط وهو التمدد والتثاقل : أي يتثاقل ويتكاسل عن الداعي إلى الحق
٣٤ -﴿ أولى لك فأولى ﴾ ٣٥ -﴿ أولى لك فأولى * ثم أولى لك فأولى ﴾ أي وليك الويل وأصله أولاك الله ما تكرهه واللام مزيدة كما في ﴿ ردف لكم ﴾ وهذا تهديد شديد والتكرير للتأكيد : أي تكرر عليك ذلك مرة بعد مرة قال الواحدي : قال المفسرون : أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيد أبي جهل ثم قال :﴿ أولى لك فأولى ﴾ فقال أبو جهل : بأي شيء تهددني لا تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئا وإن لأعز أهل هذا الوادي فنزله هذه الآية وقيل معناه : الويل لك ومنه قول الخنساء :
( هممت بنفسي بعض الهمو
م فأولى لنفسي أولى لها )
وعلى القول بأنه الويل قيل هو من المقلوب كأنه قيل : أويل لك ثم أخر الحرف المعتل وقيل ومعنى التكرير لهذا اللفظ أربع مرات والويل لك حيا والويل لك ميتا والويل لك يوم البعث والويل لك يوم تدخل النار وقيل المعنى : إن الذم لك أولى لك من تركه وقيل المعنى : أنت أولى وأجدر بهذا العذاب قاله ثعلب وقال الأصمعي : أولى فيه كلام العرب معناه مقاربة الهلاك قال المبرد : كأنه يقول : قد وليت الهلاك وقد دانيته وأصله من الولي وهو القرب وأنشد الفراء :
( فأولى أن يكون لك الولاء )
أي قارب أن يكون لك وأنشد أيضا :
( أولى لمن هاجت له أن يكمدا )
٣٦ -﴿ أيحسب الإنسان أن يترك سدى ﴾ أي هملا لا يؤمر ولا ينهى ولا يحاسب ولا يعاقب وقال السدي : معناه المهمل ومنه إبل سدى : أي ترعى بلا راع وقيل المعنى : أيحسب أن يترك في قبره كذلك أبدا لا يبعث
الصفحة التالية