١٩ - ﴿ ويل يومئذ للمكذبين ﴾ أي ويل يوم ذلك الإهلاك للمكذبين بكتب الله ورسله قيل الويل الأول لعذاب الآخرة وهذا لعذاب الدنيا
٢٠ - ﴿ ألم نخلقكم من ماء مهين ﴾ أي ضعيف حقير وهو النطفة
٢١ - ﴿ فجعلناه في قرار مكين ﴾ أي مكان حريز وهو الرحم
٢٢ - ﴿ إلى قدر معلوم ﴾ أي إلى مقدار معلوم وهو مدة الحمل وقيل إلى أن يصور
٢٣ - ﴿ فقدرنا ﴾ قرأ الجمهور ﴿ فقدرنا ﴾ بالتخفيف وقرأ نافع والكسائي بالتشديد من التقدير قال الكسائي والفراء : وهما لغتان بمعنى تقول : قدرت كذا وقدرته ﴿ فنعم القادرون ﴾ أي نعم المقدرون نحن قيل المعنى : قدرناه قصيرا أو طويلا وقيل معنى قدرنا ملكنا
٢٤ - ﴿ ويل يومئذ للمكذبين ﴾ بقدرتنا على ذلك
ثم بين لهم بديع صنعه وعظيم قدرته ليعتبروا فقال : ٢٥ - ﴿ ألم نجعل الأرض كفاتا ﴾ معنى الكفت في اللغة : الضم والجمع يقال كفت الشيء : إذا ضمه وجمعه ومن هذا يقال للجراب والقدر كفت والمعنى : ألم نجعل الأرض ضامة للأحياء على ظهرها والأموات في باطنها تضمهم وتجمعهم قال الفراء : يريد تكتفهم أحياء على ظهرها في دورهم ومنازلهم
وتكتفهم أمواتا في بطنها : أي تحوزهم وهو معنى قوله : ٢٦ - ﴿ أحياء وأمواتا ﴾ وأنشد سيبويه :

( كرام حين تنكفت الأفاعي إلى أجحارهن من الصقيع )
قال أبو عبيدة كفاتا أوعية ومنه قول الشاعر :
( فأنت اليوم فوق الأرض حي وأنت غدا تضمن في كفات )
أي في قبر وقيل معنى جعلها كفاتا : أنه يدفن فيها ما يخرج من الإنسان من الفضلات وقال الأخفش وأبو عبيدة : الأحياء والأموات وصفان للأرض : أي الأرض منقسمة إلى حي وهو الذي ينبت وإلى ميت وهو الذي لا ينبت قال الفراء : انتصاب أحياء وأمواتا بوقوع الكفات عليه : أي ألم نجعل الأرض كفات أحياء وأموات فإذا نون نصب ما بعده وقيل نصبا على الحال من الأرض : أي منها كذا ومنها كذا وقيل هو مصدر نعت به للمبالغة وقال الأخفش : كفاتا جمع كافتة والأرض يراد بها الجمع فنعتت بالجمع وقال الخليل : التكفت تقليب الشيء ظهرا لبطن أو بطنا لظهر ويقال انكفت القوم إلى منازلهم : أي ذهبوا
٢٧ - ﴿ وجعلنا فيها رواسي شامخات ﴾ أي جبالا طوالا والرواسي الثوابت والشامخات الطوال وكل عال فهو شامخ ﴿ وأسقيناكم ماء فراتا ﴾ أي عذبا والفرات الماء العذب يشرب منه ويسقى به قال مقاتل : وهذا كله أعجب من البعث
٢٨ - ﴿ ويل يومئذ للمكذبين ﴾ بما أنعمنا عليهم من نعمنا التي هذه من جملتها
وقد أخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي هريرة ﴿ والمرسلات عرفا ﴾ قال : هي الملائكة أرسلت بالعرف وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود نحوه وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود ﴿ والمرسلات عرفا ﴾ قال الريح ﴿ فالعاصفات عصفا ﴾ قال : الريح ﴿ والناشرات نشرا ﴾ قال : الريح وأخرج ابن راهويه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب أنه جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فقال ما العاصفات عصفا ؟ قال الرياح وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ﴿ والمرسلات عرفا ﴾ قال : الريح ﴿ فالعاصفات عصفا ﴾ قال : الريح ﴿ فالفارقات فرقا ﴾ قال : الملائكة ﴿ فالملقيات ذكرا ﴾ قال : الملائكة وأخرج ابن المنذر عنه ﴿ والمرسلات عرفا ﴾ قال : الملائكة ﴿ فالفارقات فرقا ﴾ قال : الملائكة فرقت بين الحق والباطل ﴿ فالملقيات ذكرا ﴾ قال : بالتنزيل وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن مسعود قال : ويل واد في جنهم يسيل فيه صديد أهل النار فجعل للمكذبين وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ﴿ من ماء مهين ﴾ قال : ضعيف وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه ﴿ كفاتا ﴾ قال : كنا وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا ﴿ رواسي شامخات ﴾ قال : جبالا مشرفات وفي قوله :﴿ فراتا ﴾ قال : عذابا


الصفحة التالية
Icon