٦ - ﴿ يوم ترجف الراجفة ﴾ على تقدير ليوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة وقال السجستاني : يجوز أن يكون هذا من التقديم والتأخير كأنه قال : فإذا هم بالساهرة والنازعات قال ابن الأنباري : وهذا خطأ لأن الفاء لا يفتتح بها الكلام والأول أولى ﴿ يوم ترجف الراجفة ﴾ انتصاب هذا الظرف بالجواب المقدر للقسم أو بإضمار اذكر والراجفة المضطربة يقال رجف يرجف : إذا اضطرب والمراد هنا الصيحة العظيمة التي فيها تردد واضطراب كالرعد وهي النفخة الأولى التي يموت بها جميع الخلائق والرادفة : النفخة الثانية التي تكون عند البعث وسميت رادفة لأنها ردفت النفخة الأولى كذا قال جمهور المفسرين وقال ابن زيد : الراجفة الأرض والرادفة الساعة وقال مجاهد : الرادفة الزلزلة تتبعها الرادفة الصيحة وقيل الراجفة اضطراب الأرض والرادفة الزلزلة وأصل الرجفة الحركة وليس المراد التحرك هنا فقط بل الراجفة هنا مأخوذة من قولهم : رجف الرعد يرجف رجفا ورجيفا : إذا ظهر صوته ومنه سميت الأراجيف لاضطراب الأصوات بها وظهور الأصوات فيها ومنه قول الشاعر :


ومحل ٧ - ﴿ تتبعها الرادفة ﴾ النصب على الحال من الراجفة والمعنى : لتبعثن يوم النفخة الأولى حال كون النفخة الثانية تابعة لها
٨ -﴿ قلوب يومئذ واجفة ﴾ قلوب مبتدأ ويومئذ منصوب بواجفة وواجفة صفة قلوب
وجملة ٩ - ﴿ أبصارها خاشعة ﴾ خبر قلوب والراجفة المضطربة القلقة لما عاينت من أهوال يوم القيامة قال جمهور المفسرين : أي خائفة وجلة وقال السدي : زائلة عن أماكنها نظيرة ﴿ إذ القلوب لدى الحناجر ﴾ وقال المؤرج : قلقة مستوفزة وقال المبرد : مضطربة يقال وجف القلب يجف وجيفا : إذا خفق كما يقال وجب يجب وجيبا والإيجاف : السير السريع فأصل الوجيف اضطراب القلب ومنه قول قيس بن الخطيم :
( أبالأراجيف يا ابن اللؤم توعدني وفي الأراجيف خلت اللؤم والخورا )
( إن بني جحجبي وقومهم أكبادنا من ورائهم تجف )
أبصارها خاشعة : أي أبصار أصحابها فحذف المضاف والخاشعة الذليلة والمراد أنها تظهر عليهم الذلة والخضوع عند معاينة أهوال يوم القيامة كقوله ﴿ خاشعين من الذل ﴾ قال عطاء : يريد أبصار من مات على غير الإسلام ويدل على هذا أن السياق في منكري البعث


الصفحة التالية
Icon