٢ - ﴿ وإذا النجوم انكدرت ﴾ أي تهافتت وانقضت وتناكرت يقال انكدر الطائر من الهواء : إذا انقض والأصل في النكداء الانصباب قال الخليل : يقال انكدر عليهم القول : إذا جاءوا أرسالا فانصبوا عليهم قال أبو عبيدة : انصبت كما ينصب العقاب قال الكلبي وعطاء : تمطر السماء يومئذ نجوما فلا يبقى نجم في السماء إلا وقع على الأرض وقيل انكدارها طمس نورها
٣ - ﴿ وإذا الجبال سيرت ﴾ أي قلعت عن الأرض وسيرت في الهواء ومنه قوله :﴿ ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة ﴾
٤ - ﴿ وإذا العشار عطلت ﴾ العشار : النوق الحوامل التي في بطونها أولادها الواحدة عشراء وهي التي قد أتى عليها في الحمل عشرة أشهر ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع وخص العشار لأنها أنفس مال عند العرب وأعزه عندهم ومعنى عطلت : تركت هملا بلا راع وذلك لما شاهدوا من الهول العظيم قيل وهذا على وجه المثل لأن يوم القيامة لا تكون فيه ناقة عشراء بل المراد أنه لو كان للرجل ناقة عشراء في ذلك اليوم أو نوق عشار لتركها ولم يلتفت إليها اشتغالا بما هو فيه من هول يوم القيامة وسيأتي آخر البحث إن شاء الله ما يفيد أن هذا في الدنيا وقيل العشار السحاب فإن العرب تشبهها بالحامل ومنه قوله :﴿ فالحاملات وقرا ﴾ وتعطيلها عدم إمطارها قرأ الجمهور ﴿ عطلت ﴾ بالتشديد وقرأ ابن كثير في رواية عنه بالتخفيف وقيل المراد أن الديار تعطل فلا تسكن وقيل الأرض التي تعشر زرعها تعطل فلا تزرع
٧ - ﴿ وإذا النفوس زوجت ﴾ أي قرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة وقرن بين رجل السوء مع رجل السوء في النار وقال عطاء : زوجت نفوس المؤمنين بالحور العين وقرنت نفوس الكافرين بالشياطين وقيل قرن كل شكل إلى شكله في سلطان كما في قوله :﴿ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ﴾ وقال عكرمة ﴿ وإذا النفوس زوجت ﴾ يعني قرنت الأرواح بالأجساد وقال الحسن : ألحق كل امرئ بشيعته : اليهود باليهود والنصارى بالنصارى والمجوس بالمجوس وكل من كان يعبد شيئا من دون الله يلحق بعضهم ببعض والمنافقون بالمنافقين والمؤمنون بالمؤمنين وقيل يقرن الغاوي بمن أغواه من شيطان أو إنسان ويقرن المطيع بمن دعاه إلى الطاعة من الأنبياء والمؤمنين وقيل قرنت النفوس بأعمالها


الصفحة التالية
Icon