ثم خوفهم سبحانه فقال : ٤ - ﴿ ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ﴾ والجملة مستأنفة مسوقة لتهويل ما فعلوه من التطفيف وتفظيعه وللتعجيب من حالهم في الاجتراء عليه والإشارة بقوله :﴿ أولئك ﴾ إلى المطففين والمعنى : أنهم لا يخطرون ببالهم أنهم بمعوثون فمسؤولون عما يفعلون قيل والظن هنا بمعنى اليقين : أي لا يوقن أولئك ولو أيقنوا ما نقصوا الكيل والوزن وقيل الظن على بابه والمعنى : إن كانوا لا يستيقنون البعث فهلا ظنوه حتى يتدبوا فيه ويبحثوا عنه يوتركوا ما يخشون من عاقبته واليوم العظيم هو يوم القيامة ووصفه بالعظم لكونه زمانا لتلك الأمور العظام من البعث والحساب والعقاب ودخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار
٥ - ﴿ ليوم عظيم ﴾
ثم أخبر عن ذلك اليوم فقال : ٦ - ﴿ يوم يقوم الناس لرب العالمين ﴾ انتصاب الظرف بمبعوثون المذكور قبله أو بفعل مقدر يدل عليه مبعوثون أي يبعثون يوم يقوم الناس أو على البدل من محل ليوم أو بإضمار أعني أو هو في محل رفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف أو في محل جر على البدل من لفظ ليوم وإنما بني على الفتح في هذين الوجهين لإضافته إلى الفعل قال الزجاج : يوم منصوب بقوله مبعوثون المعنى : ألا يظنون أنهم يبعثون يوم القيامة ومعنى يوم يقوم الناس : يوم يقومون من قبورهم لأمر رب العالمين أو لجزائه أو لحسابه أو لحكمه وقضائه وفي وصف اليوم بالعظم مع قيام الناس لله خاضعين فيه ووصفه سبحانه بكونه رب العالمين دلالة على عظم ذنب الطفيف ومزيد إئمه وفظاعة عقابه وقيل المراد بقوله :﴿ يوم يقوم الناس ﴾ قيامهم في رشحهم إلى أنصاف آذانهم وقيل المراد قيامهم بما عليهم من حقوق العباد وقيل المراد قيام الرسل بين يدي الله للقضاء والأول أولى


الصفحة التالية
Icon