١٩ - ﴿ وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم ﴾ أي وما أعلمك يا محمد أي شيء عليوم على جهة التفخيم والتعظيم لعليين ثم فسره فقال :﴿ كتاب مرقوم ﴾ أي مسطور والكلام في هذا كالكلام المتقدم في قوله :﴿ وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم ﴾
٢٠ - ﴿ كتاب مرقوم ﴾
وجملة ٢١ - ﴿ يشهده المقربون ﴾ صفة أخرى لكتاب والمعنى : أن الملائكة يحضرون ذلك الكتاب المرقوم وقيل يشهدون بما فيه يوم القيامة قال وهب وابن إسحاق : المقربون هنا إسرافيل فإذا عمل المؤمن عمل البر صعدت الملائكة بالصحيفة ولها نور يتلألأ في السموات كنور الشمس في الأرض حتى تنتهي بها إلى إسرافيل فيختم عليها
ثم ذكر سبحانه حالهم في الجنة بعد ذكر كتابهم فقال : ٢٢ - ﴿ إن الأبرار لفي نعيم ﴾ أي إن أهل الطاعة لفي تنعم عظيم لا يقادر قدره
٢٣ - ﴿ على الأرائك ينظرون ﴾ الأرائك : الأسرة التي في الحجال وقد تقدم أنها لا تطلق الأريكة على السرير إلا إذا كان في حجلة قال الحسن : ما كنا ندري ما الأرائك حتى قدم علينا رجل من اليمن فزعم أن الأريكة عندهم الحجلة إذا كان فيها سرير ومعنى ﴿ ينظرون ﴾ أنهم ينظرون إلى ما أعد الله لهم من الكرامات كذا قال عكرمة ومجاهد وغيرهما وقال مقاتل : ينظرون إلى أهل النار وقيل ينظرون إلى وجهه وجلاله
٢٤ - ﴿ تعرف في وجوههم نضرة النعيم ﴾ أي إذا رأيتهم عرفت أنهم من أهل النعمة لما تراه في وجوههم من النور والحسن والبياض والبهجة والرونق والخطاب لكل راء يصلح لذلك يقال أنضر النبات : إذا أزهر ونور قال عطاء : وذلك أن الله زاد في جمالهم وفي ألوانهم ما لا يصفه واصف قرأ الجمهور ﴿ تعرف ﴾ بفتح الفوقية وكسر الراء ونصب ﴿ نضرة ﴾ وقرأ أبو جعفر بن القعقاع ويعقوب وشيبة وطلحة وابن أبي إسحاق بضم الفوقية وفتح الراء على البناء للمفعول ورفع ﴿ نضرة ﴾ بالنيابة