٢ - ﴿ واليوم الموعود ﴾ أي الموعود به وهو يوم القيامة
قال الواحدي : في قول جميع المفسرين ٣ - ﴿ وشاهد ومشهود ﴾ المراد بالشاهد من يشهد في ذلك اليوم من الخلائق : أي يحضر فيه والمراد بالمشهود ما يشاهد في ذلك اليوم من العجائب وذهب جماعة من الصحابة والتابعين إلى أن الشاهد يوم الجمعة وأنه يشهد على كل عامل بما عمل فيه والمشهود يوم عرفة لأنه يشهد الناس فيه موسم الحج وتحضره الملائكة قال الواحدي : وهذا قول الأكثر وحكى القشيري عن ابن عمر وابن الزبير أن الشاهد يوم الأضحى وقال سعيد بن المسيب : الشاهد يوم التروية والمشهود يوم عرفة وقال النخعي : الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم النحر وقيل الشاهد هو الله سبحانه وبه قال الحسن وسعيد بن جبير لقوله :﴿ وكفى بالله شهيدا ﴾ وقوله :﴿ قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم ﴾ وقيل الشاهد محمد صلى الله عليه و سلم لقوله :﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ﴾ وقوله :﴿ يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ﴾ وقوله :﴿ ويكون الرسول عليكم شهيدا ﴾ وقيل الشاهد جميع الأنبياء لقوله :﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد ﴾ وقيل هو عيسى ابن مريم لقوله :﴿ وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ﴾ والمشهود على هذه الأقوال الثلاثة إما أمة محمد أو أمم الأنبياء أو أمة عيسى وقيل الشاهد آدم والمشهود ذريته وقال محمد بن كعب : الشاهد الإنسان لقوله :﴿ كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ﴾ وقال مقاتل : أعضاؤه لقوله :﴿ يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ﴾ وقال الحسين بن الفضل : الشاهد هذه الأمة والمشهود سائر الأمم لقوله :﴿ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ﴾ وقيل الشاهد الحفظة والمشهود بنو آدم وقيل الأيام والليالي وقيل الشاهد الخلق يشهدون لله عز و جل بالوحدانية والمشهود له بالوحدانية هو الله سبحانه وسيأتي بيان ما ورد في تفسير الشاهد والمشهود وبيان ما هو الحق إن شاء الله