٨ - ﴿ إنه على رجعه لقادر ﴾ الضمير في إنه يرجع إلى الله سبحانه لدلالة قوله : خلق عليه فإن الذي خلقه هو الله سبحانه والضمير في رجعه عائد إلى الإنسان والمعنى : أن الله سبحانه على رجعل الإنسان : أي إعادته بالبعث بعد الموت لقادر هكذا قال جماعة من المفسرين : وقال مجاهد : على أن يرد الماء في الإحليل وقال عكرمة والضحاك : على أن يرد الماء في الصلب وقال مقاتل ابن حيان يقول : إن شئت رددته من الكبر إلى الشباب ومن الشباب إلى الصبا ومن الصبا إلى النطفة وقال ابن زيد : إنه على حبس ذلك الماء حتى لا يخرج لقادر والأول أظهر ورجحه ابن جرير والثعلبي والقرطبي
٩ - ﴿ يوم تبلى السرائر ﴾ العامل في الظرف على التفسير الأول هو رجعه وقيل لقادر واعترض عليه بأنه يلزم تخصيص القدرة بهذا اليوم وقيل العامل فيه مقدر : أي يرجعه يوم تبلى السرائر وقيل العامل فيه مقدر وهو اذكر فيكون مفعولا به وأما على قول من قال : إن المراد رجع الماء فالعامل في الظرف مقدر وهو اذكر ومعنى تبلى السرائر : تختبر وتعرف ومنه قول الراجز :
( قد كنت قبل اليوم تزدريني | فاليوم أبلوك وتبتليني ) |
١٠ - ﴿ فما له من قوة ولا ناصر ﴾ أي فما للإنسان من قوة في نفسه يمتنع بها عن عذاب الله ولا ناصر ينصره مما نزل به قال عكرمة : هؤلاء الملوك ما لهم يوم القيامة من قوة ولا ناصر قال سفيان : القوة العشيرة والناصر الحليف والأول أولى
١١ - ﴿ والسماء ذات الرجع ﴾ الرجع : المطر قال الزجاج : الرجع المطر لأنه يجيء ويرجع ويتكرر قال الخليل : الرجع المطر نفسه والرجع نبات الربيع قال أهل اللغة : الرجع المطر قال المتنخل يصف سيفا له :
( أبيض كالرجع رسول إذا | ما باح في محتفل يختلي ) |