١١ - ﴿ لا تسمع فيها لاغية ﴾ قرأ الجمهور ﴿ لا تسمع ﴾ بفتح الفوقية ونصب ﴿ لاغية ﴾ : أي لا تسمع أنت أيها المخاطب أو لا تسمع تلك الوجوه وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالتحتية مضمونة مبنيا للمفعول ورفع لاغية وقرأ نافع بالفوقية مضمومة مبنيا للمفعول ورفع لاغية وقرأ الفضل والجحدري بفتح التحتية مبنيا للفاعل ونصب لاغية واللغو الكلام الساقط قال الفراء والأخفش : أي لا تسمع فيها كلمة لغو قيل المراد بذلك الكذب والبهتان والكفر قاله قتادة : وقال مجاهد : أي الشتم وقال الفراء : لا تسمع فيها حالفا يحلف بكذب وقال الكلبي : لا تسمع في الجنة حالفا بيمين برة ولا فاجرة وقال الفراء : أيضا لا تسمع في كلام أهل الجنة كلمة تلغى لأنهم لا يتكلمون إلا بالحكمة وحمد الله تعالى على ما رزقهم من النعيم الدائم وهذا أرجح الأقوال لأن النكرة في سياق النفي من صيغ العموم ولا وجه لتخصيص هذا بنوع من اللغو خاص إلا بمخصص يصلح للتخصيص ولاغية إما صفة موصوف محذوف : أي كلمة لاغية أو نفس لاغية أو مصدر : أي لا تسمع فيها لغوا
١٢ - ﴿ فيها عين جارية ﴾ قد تقدم في سورة الإنسان أن فيها عيونا والعين هنا بمعنى العيون كما في قوله :﴿ علمت نفس ﴾ ومعنى جارية أنها تجري مياهها وتتدفق بأنواع الأشربة المستلذة قال الكلبي : لا أدري بماء أو بغيره
١٣ - ﴿ فيها سرر مرفوعة ﴾ أي عالية مرتفة السمك أو عالية القدر
١٤ - ﴿ وأكواب موضوعة ﴾ قد تقدم أن الأكواب جمع كوب وأنه القدح الذي لا عروة له ومعنى موضوعة : أنها موضوعة بين أيديهم يشربون منها
١٥ - ﴿ ونمارق مصفوفة ﴾ النمارق : الوسائد قال الواحدي : في قول الجميع واحدتها نمرقة بضم النون وزاد الفراء سماعا عن العرب نمرقة بكسرها قال الكلبي : وسائد مصفوفة بعضها إلى بعض ومنه قول الشاعر :

( وإنا لنجري الكأس بين شروبنا وبين أبي قابوس فوق النمارق )
وقال الآخر :
( كهول وشبان حسان وجوههم على سرر مصفوفة ونمارق )
قال في الصحاح : النمرق والنمرقة وسادة صغيرة وكذلك النمرقة بالكسر لغة حكاها يعقوب
١٦ - ﴿ وزرابي مبثوثة ﴾ يعني البسط واحدها زربي وزربية قال أبو عبيدة والفراء : الزرابي الطنافس التي لها خمل رقيق واحدها زربية والمبثوثة المبسوطة قاله قتادة وقال عكرمة : بعضها فوق بعض قال الواحدي : ويجوز أن يكون المعنى : أنها مفرقة في المجالس وبه قال القتيبي وقال الفراء : معنى بمثوثة كثيرة والظاهر أن معنى البث : التفرق مع كثرة ومنه ﴿ وبث فيها من كل دابة ﴾


الصفحة التالية
Icon