٢٠ - ﴿ عليهم نار مؤصدة ﴾ أي مطبقة مغلقة يقال : أصدت الباب وأوصدته إذا أغلقته وأطبقته ومنه قول الشاعر :

( تحن إلى أجبال مكة ناقتي ومن دونها أبواب صنعاء مؤصدة )
قرأ الجمهور ﴿ مؤصدة ﴾ بالواو وقرأ أبو عمرو وحمزة وحفص بالهمزة مكان الواو وهما لغتان والمعنى واحد
وقد أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ لا أقسم بهذا البلد ﴾ قال : مكة ﴿ وأنت حل بهذا البلد ﴾ يعني بذلك النبي صلى الله عليه و سلم أحل الله له يوم دخل مكة أن يقتل من شاء ويستحيي من شاء فقتل له يومئذ ابن خطل صبرا وهو آخذ بأستار الكعبة فلم يحل لأحد من الناس بعد النبي صلى الله عليه و سلم أن يفعل فيها حراما حرمه الله فأحل الله ما صنع بأهل مكة وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عنه في قوله :﴿ لا أقسم بهذا البلد ﴾ قال مكة :﴿ وأنت حل بهذا البلد ﴾ قال أنت يا محمد يحل لك أن تقاتل فيه وأما غيرك فلا وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : نزلت هذه الآية ﴿ لا أقسم بهذا البلد ﴾ قال : أحل له أن يصنع فيه ما شاء ﴿ ووالد وما ولد ﴾ قال : يعني بالوالد آدم وما ولد ولده وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في الآية قال الوالد الذي يلد وما ولد العاقر لا يلد من الرجال والنساء وأخرج ابن جرير والطبراني عنه أيضا ووالد قال آدم ﴿ لقد خلقنا الإنسان في كبد ﴾ قال : في اعتدال وانتصاب وأخرج ابن جرير عنه أيضا ﴿ لقد خلقنا الإنسان في كبد ﴾ قال : في نصب وأخرج ابن جرير عنه أيضا ﴿ لقد خلقنا الإنسان في كبد ﴾ قال : في شدة وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا ﴿ لقد خلقنا الإنسان في كبد ﴾ قال : في شدة خلق ولادته ونبت أسنانه ومعيشته وختانه وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا ﴿ لقد خلقنا الإنسان في كبد ﴾ قال : خلق الله كل شيء يمشي على أربعة إلا الإنسان فإنه خلق منتصبا وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عنه أيضا ﴿ لقد خلقنا الإنسان في كبد ﴾ قال : منتصبا في بطن أمه أنه قد وكل به ملك إذا نامت الأم أو اضطجعت رفع رأسه لولا ذلك لغرق في الدم وأخرج ابن جرير عنه أيضا في قوله :﴿ مالا لبدا ﴾ قال : كثيرا وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله :﴿ وهديناه النجدين ﴾ قال : سبيل الخير والشر وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وهديناه النجدين ﴾ قال : الهدي والضلالة وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عنه قال : سبيل الخير والشر وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سنان بن سعد عن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم :[ هما نجدان فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير ] تفرد به سنان بن سعد ويقال سعد بن سنان وقد وثقه يحيى بن [ معين ] وقال الإمام أحمد والنسائي والجوزجاني : منكر الحديث وقال أحمد : تركت حديثه لاضطرابه قد روى خمسة عشر حديثا منكرة كلها ما أعرف منها حديثا واحدا يشبه حديثه حديث الحسن البصري لا يشبه حديث أنس وأخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه من طرق عن الحسن قال : ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول فذكره وهذا مرسل وكذا رواه قتادة مرسلا أخرجه عنه ابن جرير ويشهد له ما أخرج الطبراني عن أمامة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :[ يا أيها الناس إنهما نجدان : نجد خير ونجد شر فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير ] ويشهد له أيضا ما أخرجه ابن مردويه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :[ إنما هما نجدان : نجد الخير ونجد الشر فلا يكن نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير ] وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ وهديناه النجدين ﴾ قال : الثديين وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر في قوله :﴿ فلا اقتحم العقبة ﴾ قال : جبل زلال في جهنم وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : العقبة النار وأخرج عبد بن حميد عنه قال : عقبة بين الجنة والنار وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة قالت :[ لما نزل ﴿ فلا اقتحم العقبة ﴾ قيل يا رسول الله ما عند أحدنا ما يعتق إلا أن عند أحدنا الجارية السوداء تخدمه فلو أموناهن بالزنا فجئن بالأولاد فأعتقناهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر بالزنا ثم أعتق الولد ] وأخرج ابن جرير عنها بلفظ [ لعلاقة سوط في سبيل الله أعظم أجرا من هذا ] وقد ثبت الترغيب في عتق الرقاب بأحاديث كثيرة : منها في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار حتى الفرج بالفرج ] وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ في يوم ذي مسغبة ﴾ قال : مجاعة وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عنه ﴿ في يوم ذي مسغبة ﴾ قال : جوع وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا ﴿ يتيما ذا مقربة ﴾ قال : ذا قرابة وفي قوله :﴿ ذا متربة ﴾ قال : بعيد التربة : أي غريبا عن وطنه وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عنه أيضا ﴿ أو مسكينا ذا متربة ﴾ قال : هو المطروح الذي ليس له بيت وفي لفظ للحاكم : هو الذي لا يقيه من التراب شيء وفي لفظ : هو اللازق بالتراب من شدة الفقر وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم ﴿ مسكينا ذا متربة ﴾ قال : الذي مأواه المزابل وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وتواصوا بالمرحمة ﴾ يعني بذلك رحمة الناس كلهم وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ مؤصدة ﴾ قال : مغلقة الأبواب وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة ﴿ مؤصدة ﴾ قال مطبقة


الصفحة التالية
Icon