١١ - ﴿ كذبت ثمود بطغواها ﴾ الطغوى : اسم من الطغيان حملتهم على التكذيب والظغيان مجاوزة الحد في المعاصي والباء للسببية وقيل كذبت ثمود بطغواها أي بعذابها الذي وعدت به وسمي العذاب طغوى لأنه طغى عليهم فتكون الباء على هذا للتعدية وقال محمد بن كعب : بطغواها : أي بأجمعها قرأ الجمهور ﴿ بطغواها ﴾ بفتح الطاء وقرأ الحسن والجحدري ومحمد بن كعب وحماد بن سلمة بضم الطاء فعلى القراءة الأولى هو مصدر بمعنى الطغيان وإنما قلبت الياء والواو للفرق بين الاسم والصفة لأنهم يقبلون الياء في الأسماء كثيرا نحو تقوى وسروى وعلى القراءة الثانية هو مصدر كالرجعى والحسنى ونحوهما وقيل هما لغتان
١٣ - ﴿ إذ انبعث أشقاها ﴾ العامل في الظرف كذبت أو بطغواها : أي حين قام أشقى ثمود وهو قدار بن سالف فعقر الناقة ومعنى انبعث : انتدب لذلك وقام به يقال بعثته على الأمر فانبعث له وقد تقدم بيان هذا في الأعراف
١٣ - ﴿ فقال لهم رسول الله ﴾ يعني صالحا ﴿ ناقة الله ﴾ قال الزجاج : ناقة الله منصوبة على معنى ذروا ناقة الله قال الفراء : حذرهم إياها وكل تحذير فهو نصب ﴿ وسقياها ﴾ معطوف على ناقة وهو شربها من الماء قال الكلبي ومقاتل : قال لهم صالح : ذروا ناقة الله فلا تعقروها وذروا سقياها وهو شربها من النهر فلا تعرضوا له يوم شربها فكذبوا بتحذيره إيهاهم
١٤ - ﴿ فعقروها ﴾ أي عقرها تابعه صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم قال الفراء : عقرها اثنان والعرب تقول : هذان أفضل الناس وهذان خير الناس فلهذا لم يقل أشقياها ﴿ فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ﴾ أي أهلكهم وأطبق عليهم العذاب وحقيقة الدمدمة : تضعيف العذاب وترديده يقال دمدمت على الشيء : أي أطبقت عليه ودمدم عليه القبر : أي أطبقه وناقة مدمومة : إذا لبسها الشحم والدمدمة : إهلاك باستئصال كذا قال المؤرج قال في الصحاح : دمدمت الشيء : إذا ألزقته بالأرض وطحطحته ودمدم الله عليه : أي أهلكهم وقال ابن الأعرابي : دمدم إذا عذب عذابا تاما والضمير في فسواها يعود إلى الدمدمة : أي فسوى الدمدمة عليهم وعمهم بها فاستوت على صغيرهم وكبيرهم وقيل يعود إلى الأرض : أي فسوى الأرض عليهم فجعلهم تحت التراب وقيل تعود إلى الأمة : أي ثمود قال الفراء : سوى الأمة أنزل العذاب بصغيرها وكبيرها بمعنى سوى بينهم قرأ الجمهور ﴿ فدمدم ﴾ بميم بين الدالين وقرأ ابن الزبير فدمدم بهاء بين الدالين قال القرطبي : وهما لغتان كما يقال : امتقع لونه واهتقع لونه


الصفحة التالية
Icon