٢ - ﴿ وأخرجت الأرض أثقالها ﴾ أي ما في جوفها من الأموات والدفائن والأثقال جمع ثقل قال أبو عبيدة والأخفش : إذا كان الميت في بطن الأرض فهو ثقل لها وإذا كان فوقها فهو ثقل عليها قال مجاهد : أثقالها موتاها تخرجهم في النفخة الثانية وقد قيل للإنس والجن الثقلان وإظهار الأرض في موضع الإضمار لزيادة التقرير
٣ - ﴿ وقال الإنسان ما لها ﴾ أي قال كل فرد من أفراد الإنسان ما لها زلزلت ؟ لما يدهمه من أمرها ويبهره من خطبها وقيل المراد بالإنسان الكافر وقوله : ما لها مبتدأ وخبر وفيه معنى التعجيب : أي أي شيء لها أو لأي شيء زلزلت وأخرجت أثقالها ؟
وقوله : ٤ - ﴿ يومئذ ﴾ بدل من ﴿ إذا ﴾ والعامل فيهما قوله :﴿ تحدث أخبارها ﴾ ويجوز أن يكون العامل في إذا محذوفا والعامل في يومئذ تحدث والمعنى : يوم إذا زلزلت وأخرجت تخبر بأخبارها وتحدثهم بما عمل عليها من خير وشر وذلك إما بلسان الحال حيث يدل على ذلك دلالة ظاهرة أو بلسان المقال بأن ينطقها الله سبحانه وقيل هذا متصل بقوله :﴿ وقال الإنسان ما لها ﴾ أي قال ما لها ﴿ تحدث أخبارها ﴾ متعجبا من ذلك وقال يحيى بن سلام : تحدث أخبارها بما أخرجت من أثقالها وقيل تحدث بقيام الساعة وأنها قد أتت وأن الدنيا قد انقضت قال ابن جرير : تبين أخبارها بالرجفة والزلزلة وإخراج الموتى ومفعول تحدث الأول محذوف والثاني هو أخبارها : أي تحدث الخلق أخبارها