١٠٥ - ﴿ وقل ﴾ لهم أو للناس ﴿ اعملوا ﴾ ما شئتم ﴿ فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون ﴾ بالبعث ﴿ إلى عالم الغيب والشهادة ﴾ أي الله ﴿ فينبئكم بما كنتم تعملون ﴾ فيجازيكم به
١٠٦ - ﴿ وآخرون ﴾ من المتخلفين ﴿ مرجون ﴾ بالهمز وتركه : مؤخرون عن التوبة ﴿ لأمر الله ﴾ فيهم بما يشاء ﴿ إما يعذبهم ﴾ بأن يميتهم بلا توبة ﴿ وإما يتوب عليهم والله عليم ﴾ بخلقه ﴿ حكيم ﴾ في صنعه بهم وهم الثلاثة الآتون بعد : مرارة بن الربيع وكعب بن مالك وهلال بن أمية تخلفوا كسلا وميلا إلى الدعة لا نفاقا ولم يعتذروا إلى النبي صلى الله عليه و سلم كغيرهم فوقف أمرهم خمسين ليلة وهجرهم الناس حتى نزلت توبتهم بعد
١٠٧ - ﴿ و ﴾ منهم ﴿ الذين اتخذوا مسجدا ﴾ وهم اثنا عشر من المنافقين ﴿ ضرارا ﴾ مضارة لأهل مسجد قباء ﴿ وكفرا ﴾ لأنهم بنوه بأمر عامر الراهب ليكون معقلا له يقدم فيه من يأتي من عنده وكان ذهب ليأتي بجنود من قيصر لقتال النبي صلى الله عليه و سلم ﴿ وتفريقا بين المؤمنين ﴾ الذين يصلون بقباء بصلاة بعضهم في مسجدهم ﴿ وإرصادا ﴾ ترقبا ﴿ لمن حارب الله ورسوله من قبل ﴾ أي قبل بناءئه وهو أبوعامر المذكور ﴿ وليحلفن إن ﴾ ما ﴿ أردنا ﴾ ببنائه ﴿ إلا ﴾ الفعلة ﴿ الحسنى ﴾ من الرفق بالمسكين في المطر والحر والتوسعة على المسلمين ﴿ والله يشهد إنهم لكاذبون ﴾ في ذلك وكانوا سألوا النبي صلى الله عليه و سلم أن يصلي فيه فنزل :
١٠٨ - ﴿ لا تقم ﴾ تصل ﴿ فيه أبدا ﴾ فأرسل جماعة هدموه وحرقوه وجعلوا مكانة كناسة تلقى فيها الجيف ﴿ لمسجد أسس ﴾ بنيت قواعده ﴿ على التقوى من أول يوم ﴾ وضع يوم حللت بدار الهجرة وهو مسجد قباء كما في البخاري ﴿ أحق ﴾ منه ﴿ أن ﴾ أي بأن ﴿ تقوم ﴾ تصلي ﴿ فيه فيه رجال ﴾ هم الأنصار ﴿ يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾ أي يثيبهم فيه إدغام التاء في الأصل في الطاء روى ابن خزيمة في صحيحه عن عويمر بن ساعدة :[ أنه صلى أتاهم في مسجد قباء فقال : إن الله تعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم فما هذا الظهور الذي تطهرون به ؟ قالوا : والله يارسول الله ما نعلم شيئا إلا أنه لنا جيران من اليهود وكانوا يضلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا ] وفي حديث رواه البزار فقالوا نتبع الحجارة بالماء فقال هو ذاك فعليكموه
١٠٩ - ﴿ أفمن أسس بنيانه على تقوى ﴾ مخافة ﴿ من الله و ﴾ رجاء ﴿ رضوان ﴾ منه ﴿ خير أم من أسس بنيانه على شفا ﴾ طرف ﴿ جرف ﴾ بضم الراء وسكونها جانب ﴿ هار ﴾ مشرف على السقوط ﴿ فانهار به ﴾ سقط مه بانيه ﴿ في نار جهنم ﴾ خير تمثيل للبناء على ضد التقوى بما يؤول إليه والاستفهام للتقرير أي الأول خير وهو خير مثال مسجد قباء والثاني مثال مسجد الضرار ﴿ والله لا يهدي القوم الظالمين ﴾


الصفحة التالية
Icon