١٩٩ - ﴿ ثم أفيضوا ﴾ يا قريش ﴿ من حيث أفاض الناس ﴾ اي من عرفة بأن تقفوا بها معهم وكانوا يقفون بالمزدلفة ترفعا عن الوقوف معهم وثم للترتيب في الذكر ﴿ واستغفروا الله ﴾ من ذنوبكم ﴿ إن الله غفور ﴾ للمؤمنين ﴿ رحيم ﴾ بهم
٢٠٠ - ﴿ فإذا قضيتم ﴾ أديتم ﴿ مناسككم ﴾ عبادات حجكم بأن رميتم جمرة العقبة وطفتم واستقررتم بمنى ﴿ فاذكروا الله ﴾ بالتكبير والثناء ﴿ كذكركم آباءكم ﴾ كما كنتم تذكرونهم عند فراغ حجكم بالمفاخرة ﴿ أو أشد ذكرا ﴾ من ذكركم إياهم ونصب أشد على الحال من ذكر المنصوب باذكروا إذ لو تأخر عنه لكان صفة له ﴿ فمن الناس من يقول ربنا آتنا ﴾ نصيبنا ﴿ في الدنيا ﴾ فيؤتاه فيها ﴿ وما له في الآخرة من خلاق ﴾ نصيب
٢٠١ - ﴿ ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة ﴾ نعمة ﴿ وفي الآخرة حسنة ﴾ هي الجنة ﴿ وقنا عذاب النار ﴾ بعدم دخولها وهذا بيان لما كان عليه المشركون ولحال المؤمنين والقصد به الحث على طلب خير الدارين كما وعد بالثواب عليه بقوله
٢٠٢ - ﴿ أولئك لهم نصيب ﴾ ثواب ﴿ م ﴾ ن أجل ﴿ ما كسبوا ﴾ عملوا من الحج والدعاء ﴿ والله سريع الحساب ﴾ يحاسب الخلق كلهم في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك
٢٠٣ - ﴿ واذكروا الله ﴾ بالتكبير عند رمي الجمرات ﴿ في أيام معدودات ﴾ اي أيام التشريق الثلاثة ﴿ فمن تعجل ﴾ اي استعجل بالنفر من منى ﴿ في يومين ﴾ اي في ثاني أيام التشريق بعد رمي جماره ﴿ فلا إثم عليه ﴾ بالتعجيل ﴿ ومن تأخر ﴾ بها حتى بات ليلة الثالث ورمى جماره ﴿ فلا إثم عليه لمن اتقى ﴾ الله في حجه لأنه الحاج في لحقيقة ﴿ واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون ﴾ في الآخرة فيجازيكم بأعمالكم
﴿ ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ﴾ ولا يعجبك في الآخرة لمخالفته لاعتقاده ﴿ ويشهد الله على ما في قلبه ﴾ انه موافق لقوله ﴿ وهو ألد الخصام ﴾ شديد الخصومة لك ولأتباعك لعداوته لك وهو الأخنس بن شريق كان منافقا حلو الكلام للنبي صلى الله عليه و سلم يحلف أنه مؤمن به ومحب له فيدني مجلسه فأكذبه الله في ذلك ومر بزرع وحمر لبعض المسمين فأحرقه وعقرها ليلا كما قال تعالى :


الصفحة التالية
Icon