٢١٢ - ﴿ زين للذين كفروا ﴾ من أهل مكة ﴿ الحياة الدنيا ﴾ بالتمويه فأحبوها ﴿ و ﴾ هم ﴿ يسخرون من الذين آمنوا ﴾ لفقرهم كبلال وعمار وصهيب اي يستهزؤون بهم ويتعالون عليهم بالمال ﴿ والذين اتقوا ﴾ الشرك وهم هؤلاء ﴿ فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب ﴾ اي رزقا واسعا في الآخرة أوالدينا بان يملك المسخور منهم أموال الساخرين ورقابهم
٢١٣ - ﴿ كان الناس أمة واحدة ﴾ على الإيمان فاختلفوا بأن آمن بعض وكفر بعض ﴿ فبعث الله النبيين ﴾ إليهم ﴿ مبشرين ﴾ من آمن بالجنة ﴿ ومنذرين ﴾ من كفر بالنار ﴿ وأنزل معهم الكتاب ﴾ بمعنى الكتب ﴿ بالحق ﴾ متعلق بأنزل ﴿ ليحكم ﴾ به ﴿ بين الناس فيما اختلفوا فيه ﴾ من الدين ﴿ وما اختلف فيه ﴾ أي الدين ﴿ إلا الذين أوتوه ﴾ اي الكتاب فآمن بعض وكفر بعض ﴿ من بعد ما جاءتهم البينات ﴾ الحجج الظاهرة على التوحيد ومن متعلقة باختلف وهي وما بعدها مقدم على الاستثناء في المعنى ﴿ بغيا ﴾ من الكافرين ﴿ بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من ﴾ للبيان ﴿ الحق بإذنه ﴾ بإرادته ﴿ والله يهدي من يشاء ﴾ هدايته ﴿ إلى صراط مستقيم ﴾ طريق الحق
٢١٤ - ونزل في جهد أصاب المسلمين ﴿ أم ﴾ بل أ ﴿ حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما ﴾ لم ﴿ يأتكم مثل ﴾ شبه ما أتى ﴿ الذين خلوا من قبلكم ﴾ من المؤمنين من المحن فتصبروا كما صبروا ﴿ مستهم ﴾ جملة مستأنفة مبينة ما قبلها ﴿ البأساء ﴾ شدة الفقر ﴿ والضراء ﴾ المرض ﴿ وزلزلوا ﴾ أزعجوا بأنواع البلاء ﴿ حتى يقول ﴾ بالنصب والرفع اي قال ﴿ الرسول والذين آمنوا معه ﴾ استبطاء للنصر لتناهي الشدة عليهم ﴿ متى ﴾ يأتي ﴿ نصر الله ﴾ الذي وعدناه فأجيبوا من قبل الله ﴿ ألا إن نصر الله قريب ﴾ إتيانه
٢١٥ - ﴿ يسألونك ﴾ يا محمد ﴿ ماذا ينفقون ﴾ اي الذي ينفقونه والسائل عمرو بن الجموح وكان شيخا ذا مال فسأل صلى الله عليه و سلم عما ينفق وعلى من ينفق ﴿ قل ﴾ لهم ﴿ ما أنفقتم من خير ﴾ بيان لما شامل للقليل والكثير وفيه بيان المنفق الذي هو أحد شقي السؤال وأجاب عن المصرف الذي هو الشق الآخر بقوله :﴿ فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل ﴾ أي هم أولى به ﴿ وما تفعلوا من خير ﴾ إنفاق أو غيره ﴿ فإن الله به عليم ﴾ فمجاز عليه


الصفحة التالية
Icon