٣٩ - ﴿ قال عفريت من الجن ﴾ هو القوي الشديد ﴿ أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ﴾ الذي تجلس فيه للقضاء وهو من الغداة إلى نصف النهار ﴿ وإني عليه لقوي ﴾ أي على حمله ﴿ أمين ﴾ على ما فيه من الجواهر وغيرها قال سليمان أريد أسرع من ذلك
٤٠ - ﴿ قال الذي عنده علم من الكتاب ﴾ أي المنزل وهو آصف بن برخيا كان صديقا يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعا به أجيب ﴿ أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ﴾ إذا نظرت به إلى شيء فقال له انظر إلى السماء فنظر إليها ثم رد بطرفه فوجده موضوعا بين يديه ففي نظره إلى السماء دعا آصف بالاسم الأعظم أن يأتي الله به فحصل بأن جرى تحت الأرض حتى نبع تحت كرسي سليمان ﴿ فلما رآه مستقرا ﴾ ساكنا ﴿ عنده قال هذا ﴾ أي الإتيان لي به ﴿ من فضل ربي ليبلوني ﴾ ليختبرني ﴿ أأشكر ﴾ بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة الأخرى وتركه ﴿ أم أكفر ﴾ النعمة ﴿ ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ﴾ أي لأجلها لأن ثواب شكره له ﴿ ومن كفر ﴾ النعمة ﴿ فإن ربي غني ﴾ عن شكره ﴿ كريم ﴾ بالإفضال على من يكفرها
٤١ - ﴿ قال نكروا لها عرشها ﴾ أي غيروه إلى حال تنكره إذا رأته ﴿ ننظر أتهتدي ﴾ إلى معرفته ﴿ أم تكون من الذين لا يهتدون ﴾ إلى معرفة ما يغير عليهم قصد بذلك اختبار عقلها لما قيل إن فيه شيئا فغيروه بزيادة أو نقص وغير ذلك
٤٢ - ﴿ فلما جاءت قيل ﴾ لها ﴿ أهكذا عرشك ﴾ أي أمثل هذا عرشك ﴿ قالت كأنه هو ﴾ فعرفته وشبهت عليهم كما شبهوا عليها إذ لم يقل أهذا عرشك ولو قيل هذا قالت : نعم قال سليمان : لما رأى لها معرفة وعلما ﴿ وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين ﴾
٤٣ - ﴿ وصدها ﴾ عن عبادة الله ﴿ ما كانت تعبد من دون الله ﴾ أي غيره ﴿ إنها كانت من قوم كافرين ﴾
٤٤ - ﴿ قيل لها ﴾ أيضا ﴿ ادخلي الصرح ﴾ هو سطح من زجاج أبيض شفاف تحته ماء عذب جار فيه سمك اصطنعه سليمان لماقيل له إن ساقيها وقدمها كقدمي الحمار
﴿ فلما رأته حسبته لجة ﴾ من الماء ﴿ وكشفت عن ساقيها ﴾ لتخوضه وكان سليمان على سريره في صدرالصرح فرأى ساقيها وقدميها حسانا ﴿ قال ﴾ لها ﴿ إنه صرح ممرد ﴾ مملس ﴿ من قوارير ﴾ من زجاج ودعاها إلى الإسلام ﴿ قالت رب إني ظلمت نفسي ﴾ بعبادة غيرك ﴿ وأسلمت ﴾ كائنة ﴿ مع سليمان لله رب العالمين ﴾ وأراد تزوجها فكره شعر ساقيها فعلمت له الشياطين النورة فأزالته بها فتزوجها وأحبها وأقرها على ملكها وكا يزورها في كل شهر مرة ويقيم عندها ثلاثة أيام وانقضى ملكها بانقضاء ملك سليمان روي أنه ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فسبحان من لا انقضاء لدوام ملكه


الصفحة التالية
Icon