١٥ - ﴿ الله يستهزئ بهم ﴾ يجازيهم باستهزائهم ﴿ ويمدهم ﴾ يمهلهم ﴿ في طغيانهم ﴾ بتجاوزهم الحد في الكفر ﴿ يعمهون ﴾ يترددون تحيرا حال
١٦ - ﴿ أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ﴾ اي استبدلوها به ﴿ فما ربحت تجارتهم ﴾ أي ما ربحوا فيها بل خسروا لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم ﴿ وما كانوا مهتدين ﴾ فيما فعلوا
١٧ - ﴿ مثلهم ﴾ صفتهم في نفاقهم ﴿ كمثل الذي استوقد ﴾ أوقد ﴿ نارا ﴾ في ظلمة ﴿ فلما أضاءت ﴾ أنارت ﴿ ما حوله ﴾ فأبصر واستدفأ وأمن ممن يخافه ﴿ ذهب الله بنورهم ﴾ أطفأه وجمع الضمير مراعاة لمعنى الذي ﴿ وتركهم في ظلمات لا يبصرون ﴾ ما حولهم متحيرين عن الطريق خائفين فكذلك هؤلاء آمنوا بإظهار كلمة الإيمان فإذا ماتوا جاءهم الخوف والعذاب
١٨ - هم ﴿ صم ﴾ عن الحق فلا يسمعونه سماع قبول ﴿ بكم ﴾ خرس عن الخير فلا يقولونه ﴿ عمي ﴾ عن طريق الهدى فلا يرونه ﴿ فهم لا يرجعون ﴾ عن الضلالة
١٩ - ﴿ أو ﴾ مثلهم ﴿ كصيب ﴾ أي كأصحاب مطر وأصله صيوب من صاب يصوب أي ينزل ﴿ من السماء ﴾ السحاب ﴿ فيه ﴾ أي السحاب ﴿ ظلمات ﴾ متكاثفة ﴿ ورعد ﴾ هو الملك الموكل به وقيل صوته ﴿ وبرق ﴾ لمعان صوته الذي يزجره به ﴿ يجعلون ﴾ أي أصحاب الصيب ﴿ أصابعهم ﴾ أي أناملها ﴿ في آذانهم من ﴾ أجل ﴿ الصواعق ﴾ شدة صوت الرعد لئلا يسمعوها ﴿ حذر ﴾ خوف ﴿ الموت ﴾ من سماعها كذلك هؤلاء : إذ نزل القرآن وفيه ذكر الكفر المشبه بالظلمات والوعيد عليه المشبه بالرعد والحجج البينة المشبهة بالبرق يسدون آذانهم لئلا يسمعوه فيميلوا إلى الإيمان وترك دينهم وهو عندهم موت ﴿ والله محيط بالكافرين ﴾ علما وقدرة فلا يفوتونه
٢٠ - ﴿ يكاد ﴾ يقرب ﴿ البرق يخطف أبصارهم ﴾ يأخذها بسرعة ﴿ كلما أضاء لهم مشوا فيه ﴾ أي في ضوئه ﴿ وإذا أظلم عليهم قاموا ﴾ وقفوا تمثيل لإزعاج ما في القرآن من الحجج قلوبهم وتصديقهم لما سمعوا فيه مما يحبون ووقوفهم عما يكرهون


الصفحة التالية
Icon