٧ - ﴿ وأوحينا ﴾ وحي إلهام أو منام ﴿ إلى أم موسى ﴾ وهو المولود المذكور ولم يشعر بولادته غير أخته ﴿ أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ﴾ البحر أي النيل ﴿ ولا تخافي ﴾ غرقه ﴿ ولا تحزني ﴾ لفراقه ﴿ إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ﴾ فأرضعته ثلاثة أشهر لا يبكي وخافت عليه فوضعته في تابوت مطلي بالقار من داخل ممهد له فيه وأغلقته وألقته في بحر النيل ليلا
٨ - ﴿ فالتقطه ﴾ بالتابوت صبيحة الليل ﴿ آل ﴾ أعوان ﴿ فرعون ﴾ فوضعوه بين يديه وفتح وأخرج موسى منه وهو يمص من إبهامه لبنا ﴿ ليكون لهم ﴾ في عاقبة الأمر ﴿ عدوا ﴾ يقتل رجالهم ﴿ وحزنا ﴾ يستعبد نساءهم وفي قراءة بضم الحاء وسكون الزاي لغتان في المصدر وهو هنا بمعنى اسم الفاعل من حزنه كأحزنه ﴿ إن فرعون وهامان ﴾ وزيره ﴿ وجنودهما كانوا خاطئين ﴾ من الخطيئة أي عاصين فعوقبوا على يديه
٩ - ﴿ وقالت امرأة فرعون ﴾ وقد هم مع أعوانه بقتله هو ﴿ قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ﴾ فأطاعوها ﴿ وهم لا يشعرون ﴾ بعاقبة أمرهم معه
١٠ - ﴿ وأصبح فؤاد أم موسى ﴾ لما علمت بالتقاطه ﴿ فارغا ﴾ مما سواه ﴿ إن ﴾ مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنها ﴿ كادت لتبدي به ﴾ أي بأنه ابنها ﴿ لولا أن ربطنا على قلبها ﴾ بالصبر أي سكناه ﴿ لتكون من المؤمنين ﴾ المصدقين بوعد الله وجواب لولا دل عليه ما قبلها
١١ - ﴿ وقالت لأخته ﴾ مريم ﴿ قصيه ﴾ أي اتبعي أثره حتى تعلمي خبره ﴿ فبصرت به ﴾ أبصرته ﴿ عن جنب ﴾ من مكان بعيد اختلاسا ﴿ وهم لا يشعرون ﴾ أنها أخته وأنها ترقبه
١٢ - ﴿ وحرمنا عليه المراضع من قبل ﴾ أي قبل رده إلى أمه أي منعناه من قبول ثدي مرضعة غير أمه فلم يقبل ثدي واحدة من المراضع المحضرة له ﴿ فقالت ﴾ أخته ﴿ هل أدلكم على أهل بيت ﴾ لما رأت حنوهم عليه ﴿ يكفلونه لكم ﴾ بالإرضاع وغيره ﴿ وهم له ناصحون ﴾ وفسرت ضمير له بالملك جوابا لهم فأجيبت فجاءت بأمه فقبل ثديها وأجابتهم عن قبوله بأنها طيبة الريح طيبة اللبن فأذن لها في إرضاعه في بيتها فرجعت به كما قال تعالى :