٤ - ﴿ إن الذين كفروا بآيات الله ﴾ القرآن وغيره ﴿ لهم عذاب شديد والله عزيز ﴾ غالب على أمره فلا يمنعه شيء من إنجاز وعده ووعيده ﴿ ذو انتقام ﴾ عقوبة شديدة ممن عصاه لا يقدر على مثلها أحد
٥ - ﴿ إن الله لا يخفى عليه شيء ﴾ كائن ﴿ في الأرض ولا في السماء ﴾ لعلمه بما يقع في العالم من كلي وجزئي وخصهما بالذكر لأن الحس لا يتجاوزهما
٦ - ﴿ هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ﴾ من ذكورة وأنوثة وبياض وسواد وغير ذلك ﴿ لا إله إلا هو العزيز ﴾ في ملكه ﴿ الحكيم ﴾ في صنعه
٧ - ﴿ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات ﴾ واضحات الدلالة ﴿ هن أم الكتاب ﴾ أصله المعتمد عليه في الأحكام ﴿ وأخر متشابهات ﴾ لا تفهم معانيها كأوائل السور وجعله كله محكما في قوله ﴿ أحكمت آياته ﴾ بمعنى أنه ليس فيه عيب ومتشابها في قوله ﴿ كتابا متشابها ﴾ بمعنى أنه يشبه بعضه بعضا في الحسن والصدق ﴿ فأما الذين في قلوبهم زيغ ﴾ ميل عن الحق ﴿ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء ﴾ طلب ﴿ الفتنة ﴾ لجهالهم بوقوعهم في الشبهات واللبس ﴿ وابتغاء تأويله ﴾ تفسيره ﴿ وما يعلم تأويله ﴾ تفسيره ﴿ إلا الله ﴾ وحده ﴿ والراسخون ﴾ الثابتون المتمكنون ﴿ في العلم ﴾ مبتدأ خبره ﴿ يقولون آمنا به ﴾ اي بالمتشابه أنه من عند الله ولا نعلم معناه ﴿ كل ﴾ من المحكم والمتشابه ﴿ من عند ربنا وما يذكر ﴾ بإدغام التاء في الأصل في الذال اي يتعظ ﴿ إلا أولو الألباب ﴾ أصحاب العقول ويقولون أيضا إذا رأوا من يتبعه :
٨ - ﴿ ربنا لا تزغ قلوبنا ﴾ تملها عن الحق بابتغاء تأويله الذي لا يليق بنا كما أزغت قلوب أولئك ﴿ بعد إذ هديتنا ﴾ أرشدتنا إليه ﴿ وهب لنا من لدنك ﴾ من عندك ﴿ رحمة ﴾ تثبيتا ﴿ إنك أنت الوهاب ﴾
٩ - يا ﴿ ربنا إنك جامع الناس ﴾ تجمعهم ﴿ ليوم ﴾ اي في يوم ﴿ لا ريب ﴾ لا شك ﴿ فيه ﴾ هو يوم القيامة فتجازيهم بأعمالهم كما وعدت بذلك ﴿ إن الله لا يخلف الميعاد ﴾ موعده بالبعث فيه التفات عن الخطاب ويحتمل أن يكون من كلامه تعالى والغرض من الدعاء بذلك بيان أن همهم أمر الآخرة ولذلك سألوا الثبات على الهداية لينالوا ثوابها روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم ﴿ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات ﴾ إلى آخرها وقال :[ فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ] وروى الطبراني في الكبير عن أبي موسى الاشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول :[ ما أخاف على أمتي إلا ثلاث خلال وذكر منها أن يفتح لهم الكتاب فيأخذه المؤمن يبتغي تأويله وليس يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ] الحديث


الصفحة التالية
Icon