٢٦ - ﴿ إذ جعل ﴾ متعلق بعذبنا ﴿ الذين كفروا ﴾ فاعل ﴿ في قلوبهم الحمية ﴾ الأنفة من الشيء ﴿ حمية الجاهلية ﴾ بدل من الحمية وهي صدهم النبي وأصحابه عن المسجد الحرام ﴿ فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ﴾ فصالحوهم على أن يعودوا من قابل ولم يلحقهم من الحمية ما لحق الكفار حتى يقاتلوهم ﴿ وألزمهم ﴾ أي المؤمنين ﴿ كلمة التقوى ﴾ لا إله إلا الله محمد رسول الله وأضيفت إلى التقوى لأنها سببها ﴿ وكانوا أحق بها ﴾ بالكلمة من الكفار ﴿ وأهلها ﴾ عطف تفسيري ﴿ وكان الله بكل شيء عليما ﴾ أي لم يزل متصفا بذلك ومن معلومه تعالى أنهم أهلها
٢٧ - ﴿ لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق ﴾ رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم في النوم عام الحديبية قبل خروجه أن يدخل مكة هو وأصحابه آمنين ويحلقون ويقصرون فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا فلما خرجوا معه وصدهم الكفار بالحديبية ورجعوا وشق عليهم ذلك وراب بعض المنافقين نزلت وقوله ﴿ بالحق ﴾ متعلق بصدق أو حال من الرؤيا وما بعدها تفسيرها ﴿ لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله ﴾ للتبرك ﴿ آمنين محلقين رؤوسكم ﴾ أي جميع شعورها ﴿ ومقصرين ﴾ بعض شعورها وهما حالان مقدرتان ﴿ لا تخافون ﴾ أبدا ﴿ فعلم ﴾ في الصلح ﴿ ما لم تعلموا ﴾ من الصلاح ﴿ فجعل من دون ذلك ﴾ أي الدخول ﴿ فتحا قريبا ﴾ هو فتح خيبر وتحقتت الرؤيا في العام القابل
٢٨ - ﴿ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره ﴾ أي دين الحق ﴿ على الدين كله ﴾ على جميع باقي الأديان ﴿ وكفى بالله شهيدا ﴾ أنك مرسل بما ذكر كما قال الله تعالى :
٢٩ - ﴿ محمد ﴾ مبتدأ ﴿ رسول الله ﴾ خبره ﴿ والذين معه ﴾ أي أصحابه من المؤمنين مبتدأ خبره ﴿ أشداء ﴾ غلاظ ﴿ على الكفار ﴾ لا يرحمونهم ﴿ رحماء بينهم ﴾ خبر ثان أي متعاطفون متوادون كالوالد مع الولد ﴿ تراهم ﴾ تبصرهم ﴿ ركعا سجدا ﴾ حالان ﴿ يبتغون ﴾ مستأنف يطلبون ﴿ فضلا من الله ورضوانا سيماهم ﴾ علامتهم مبتدأ ﴿ في وجوههم ﴾ خبره وهو نور وبياض يعرفون به في الآخرة أنهم سجدوا في الدنيا ﴿ من أثر السجود ﴾ متعلق بما تعلق به الخبر أي كائنة وأعرب حالا من ضميره المنتقل إلى الخبر ﴿ ذلك ﴾ الوصف المذكور ﴿ مثلهم ﴾ صفتهم ﴿ في التوراة ﴾ مبتدأ وخبره ﴿ ومثلهم في الإنجيل ﴾ مبتدأ خبره ﴿ كزرع أخرج شطأه ﴾ بسكون الطاء وفتحها : فراخه ﴿ فآزره ﴾ بالمد والقصر قواه وأعانه ﴿ فاستغلظ ﴾ غلظ ﴿ فاستوى ﴾ قوي واستقام ﴿ على سوقه ﴾ أصوله جمع ساق ﴿ يعجب الزراع ﴾ أي زراعه لحسنه مثل الصحابة رضي الله عنهم بذلك لأنهم بدأوا في قلة وضعف فكثروا وقووا على أحسن الوجوه ﴿ ليغيظ بهم الكفار ﴾ متعلق بمحذوف دل عليه ما قبله أي شبهوا بذلك ﴿ وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم ﴾ أي الصحابة ومن لبيان الجنس لا للتبعيض لأنهم كلهم بالصفة المذكورة ﴿ مغفرة وأجرا عظيما ﴾ الجنة وهما لمن بعدهم أيضا في آيات


الصفحة التالية
Icon