٣ - ﴿ إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن ﴾ اختبر ﴿ الله قلوبهم للتقوى ﴾ أي لتظهر منهم ﴿ لهم مغفرة وأجر عظيم ﴾ الجنة ونزل في قوم جاءوا وقت الظهيرة والنبي صلى الله عليه و سلم في منزله فنادوه :
٤ - ﴿ إن الذين ينادونك من وراء الحجرات ﴾ حجرات نسائه صلى الله عليه و سلم جمع حجرة وهي ما يحجر عليه من الأرض بحائط ونحوه وكان كل واحد منهم نادى خلف حجرة لأنهم لم يعلموه في أي حجرة مناداة الأعراب بغلظة وجفاء ﴿ أكثرهم لا يعقلون ﴾ فيما فعلوه محلك الرفيع وما يناسبه من التعظيم
٥ - ﴿ ولو أنهم صبروا ﴾ أنهم في محل رفع بالإبتداء وقيل فاعل لفعل مقدر أي ثبت ﴿ حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم ﴾ لمن تاب منهم ونزل في الوليد بن عقبة وقد بعثه النبي صلى الله عليه و سلم إلى بني المصطلق مصدقا فخافهم لترة كانت بينه وبينهم في الجاهلية فرجع وقال إنهم منعوا الصدقة وهموا بقتله فهم النبي صلى الله عليه و سلم بغزوهم فجاؤوا منكرين ما قاله عنهم :
٦ - ﴿ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ ﴾ خبر ﴿ فتبينوا ﴾ صدقه من كذبه وفي قراءة فتثبتوا من الثبات ﴿ أن تصيبوا قوما ﴾ مفعول له أي خشية ذلك ﴿ بجهالة ﴾ حال من الفاعل أي جاهلين ﴿ فتصبحوا ﴾ تصيروا ﴿ على ما فعلتم ﴾ من الخطأ بالقوم ﴿ نادمين ﴾ وأرسل صلى الله عليه و سلم إليهم بعد عودهم إلى بلادهم خالدا فلم ير فيهم إلا الطاعة والخير فأخبر النبي بذلك
٧ - ﴿ واعلموا أن فيكم رسول الله ﴾ فلا تقولوا الباطل فإن الله يخبره بالحال ﴿ لو يطيعكم في كثير من الأمر ﴾ الذي تخبرون به على خلاف الواقع فيرتب على ذلك مقتضاه ﴿ لعنتم ﴾ لأثمتم دونه إثم التسبب إلى المرتب ﴿ ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه ﴾ حسنه ﴿ في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ﴾ إستدراك من حيث المعنى دون اللفظ لأن من حبب إليه الإيمان الخ غايرت صفته صفة من تقدم ذكره ﴿ أولئك هم ﴾ فيه التفات عن الخطاب ﴿ الراشدون ﴾ الثابتون على دينهم


الصفحة التالية
Icon