فنزلت ﴿ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ﴾
وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل وغيرهما عن ابن مسعود قال خرج رسول الله ﷺ يوما إلى المقابر فجلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فبكيت لبكائه فقال إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي فأنزل الله ﴿ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ﴾
وأخرج احمد وابن مردويه واللفظ له من حديث بريدة قال كنت مع النبي ﷺ إذ وقف على عسفان فأبصر قبر أمه فتوضأ وصلى وبكى ثم قال إني استأذنت ربي أن أستغفر لها فنهيت فأنزل الله ﴿ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ﴾ الآية
وأخرج الطبراني وابن مردويه نحوه من حديث ابن عباس وأن ذلك بعد أن رجع من تبوك وسافر إلى مكة معتمرا فهبط عند ثنية عسفان قال الحافظ بن حجر يحتمل أن يكون لنزول الآية أسباب متقدم وهو أمر أبي طالب ومتأخر وهو أمر آمنة وقصة علي وجمع غيره بتعدد النزول
( ك ) قوله تعالى ﴿ لقد تاب الله على النبي ﴾ الآيات روى البخاري وغيره عن كعب بن مالك قال لم أتخلف عن النبي ﷺ في غزوة غزاها إلا بدرا حتى كانت غزوة تبوك وهي آخر غزوة غزاها وآذن الناس بالرحيل فذكر الحديث بطوله وفيه فأنزل الله توبتنا ﴿ لقد تاب الله على النبي والمهاجرين ﴾ إلى قوله ﴿ إن الله هو التواب الرحيم ﴾ قال وفينا أنزل أيضا ﴿ اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ﴾
قوله تعالى ﴿ وما كان المؤمنون لينفروا كافة ﴾ الآية أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال لما نزلت ﴿ إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ﴾ وقد كان تخلف عنه ناس في البدو يفقهون قومهم فقال المنافقون قد بقي ناس في البوادي