قال : فان ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء ألستم تعلمون أن ربنا لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب ولا يحدث الحدث ؟ قالوا : بلى
قال : ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها ثم غذي كما تغذي المرأة الصبي ثم كان يأكل الطعام ويشرب الشراب ويحدث الحدث ؟ قالوا : بلى
قال : فكيف يكون هذا كما زعمتم ؟ فعرفوا ثم أبوا إلا جحودا
فأنزل الله الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم "
وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود أنه كان يقرؤها القيام
وأخرج ابن جرير عن علقمة أنه قرأ الحي القيوم
وأخرج الفرياني وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه قال : لما قبله من كتاب أو رسول
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن مصدقا لما بين يديه يقول : من البينات التي أنزلت على نوح وإبراهيم وهود والأنبياء
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله نزل عليك الكتاب قال : القرآن مصدقا لما بين يديه من الكتب التي قد خلت قبله وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس هما كتابان أنزلهما الله فيهما بيان من الله وعصمة لمن أخذ به وصدق به وعمل بما فيه وأنزل الفرقان هو القرآن فرق به بين الحق والباطل
فأحل فيه حلاله وحرم فيه حرامه وشرع فيه شرائعه وحد فيه حدوده وفرض فيه فرائضه وبين فيه بيانه وأمر بطاعته ونهى عن معصيته
وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير وأنزل الفرقان أي الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى وغيره
وفي قوله إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام أي أن الله منتقم ممن كفر بآياته بعد علمه بها ومعرفته بما جاء منه فيها
وفي قوله إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء أي قد علم ما يريدون وما يكيدون وما يضاهون بقولهم في عيسى
إذ جعلوه ربا والها وعندهم من علمه غير ذلك غرة بالله وكفرا به هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء قد كان عيسى ممن صور في الأرحام لا يدفعون ذلك ولا ينكرونه كما صور غيره من بني آدم فكيف يكون إلها وقد كان بذلك المنزل ؟