فقامت امرأته إلى متاعه ففتحته فإذا هو بأجود طعام رآه أحد فصنعت له منه فقربته إليه و كان عهده بأهله أنه ليس عندهم طعام فقال : من أين هذا ؟ ! قالت من الطعام الذي جئت به
فعرف أن الله رزقه فحمد الله
ثم بعث الله إلى الجبار ملكا أن آمن بي وأنا أتركك على ملكك فهل رب غيري ؟ فأبى فجاءه الثانية فقال له ذلك فأبى عليه ثم أتاه الثالثة فأبى عليه فقال له الملك : فاجمع جموعك إلى ثلاثة أيام فجمع الجبار جموعه فأمر الله الملك ففتح عليه بابا من البعوض فطلعت الشمس فلم يروها من كثرتها فبعثها الله عليهم فأكلت شحومهم وشربت دماءهم فلم يبق إلا العظام والملك كما هو لم يصبه من ذلك شيء فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق وأرحم الناس به من جمع يديه ثم ضرب بهما رأسه وكان جبارا أربعمائة سنة فعذبه الله أربعمائة سنة كملكه ثم أماته الله وهو الذي كان بنى صرحا إلى السماء فأتى الله بنيانه من القواعد
وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جرير عن ابن عباس في قوله ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم قال : نمرود بن كنعان يزعمون أنه أول من ملك في الأرض أتى برجلين قتل أحدهما وترك الآخر
فقال : أنا أحيي وأميت
قال : أستحيي : أترك من شئت وأميت : أقتل من شئت
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : كنا نحدث أنه ملك يقال له نمرود بن كنعان وهو أول ملك تجبر في الأرض وهو صاحب الصرح ببابل ذكر لنا أنه دعا برجلين فقتل أحدهما واستحيا الآخر فقال : أنا أستحيي من شئت وأقتل من شئت
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله قال أنا أحيي وأميت قال : أقتل من شئت وأستحيي من شئت أدعه حيا فلا أقتله وقال : ملك الأرض مشرقها ومغربها أربعة نفر : مؤمنان وكافران فالمؤمنان : سليمان بن داوود وذو القرنين والكافران : بختنصر ونمرود بن كنعان لم يملكها غيرهم
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي قال : لما خرج إبراهيم من النار أدخلوه على الملك ولم يكن قبل ذلك دخل عليه فكلمه وقال له : من ربك ؟ قال : ربي الذي يحيي ويميت
قال نمرود : أنا أحيي وأميت أنا أدخل