أخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال : من أنفق نفقة ثم من بها أو آذى الذي أعطاه النفقة حبط أجره فضرب الله مثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فلم يدع من التراب شيئا فكذلك يمحق الله أجر الذي يعطي صدقته ثم يمن بها كما يمحق المطر ذلك التراب
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال الله للمؤمنين لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى فتبطل كما بطلت صدقة الرياء وكذلك هذا الذي ينفق ماله رئاء الناس ذهب الرياء بنفقته كما ذهب هذا المطر بتراب هذا الصفا
وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الله بن أبي زكريا قال : بلغني أن الرجل إذا راءى بشيء من عمله أحبط ما كان قبل ذلك
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا كاهن "
وأخرج البزار والحاكم وصححه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة
العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان بما أعطى
وثلاثة لا يدخلون الجنة
العاق لوالديه والديوث والرجلة "
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لا يدخل الجنة منان
فشق ذلك علي حتى وجدت في كتاب الله في المنان لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عمرو بن حريث قال : إن الرجل يغزو ولا يسرق ولا يزني ولا يغل لا يرجع بالكفاف
قيل له : لماذا ؟ فقال : إن الرجل ليخرج فإذا أصابه من بلاء الله الذي قد حكم عليه لعن وسب أمامه ولعن ساعة غزا وقال : لا أعود لغزوة معه أبدا
فهذا عليه وليس له مثل النفقة في سبيل الله يتبعها منا وأذى فقد ضرب الله مثلها في القرآن يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى حتى ختم الآية